ولأنها بعيدة عن المجال.. وكل تخصصها في التجارة والصناعة ولم تتعود العمل في الثقافة والفن .. لذلك كان فشلها بجلاجل وهي تقدم لنا معرضاً باسم الناشر السعودي .. بدا فقيراً من حيث التجهيزات الفنية والديكورات .. والمعروضات من الكتب واللوحات التشكيلية .. ويفتقر الى الدعاية والاعلام وبداخالياً من الزوار على فترتيه والفكرة بعد ذاتها مقبولة.. وكان يمكن لها ان تنجح لو تولى القيام به وتنفيذه مختصون في عالم المكتبات والكتب والنشر. وكان بإمكان الناشر السعودي أن يستفيد من المناسبة ومهرجان جدة غير الذي اقيم المعرض ضم فعاليته .. لو تولى مهمة التنظيم خبراء في مثل هذه المعارض وليس من خلال شركة وطنية لم نلمس لها خبرة في المجال وعرفناها من خلال معارض تنظيم البازارات الاستهلاكية الاقرب الى حراج بترومين في معروضاتها والمشاركين والزوار. لذلك جاء معرض الناشر السعودي الاول الذي زجت غرفتنا الرائدة في جدة انفها فيه دون خبرة ومعرفة .. فاشلا ومخيباً للآمال. فكيف يمكن لم تخلت عن مكتبتها الرئيسية التي كانت تضم امهات الكتب والمراجع واسسها الوجيه الدكتور عبدالله دحلان الامين العام التاريخي السابق. وكانت مقصدا لكل من يبحث عن معرفة وطلاب الدراسات العليا والتخصصات الاقتصادية في جامعاتنا الوطنية والعالم .. ان تتولى تنظيم معرض للكتاب السعودي.لذلك لم تستغرق زيارتي للمعرض بعد صلاة المغرب اكثر من نصف ساعة .. قضيت اغلبها في جناح نادي مكة الثقافي بانتظار المسؤول عن لشراء كتاب وثائقي اصدرته عن استاذنا الراحل المقيم الزميل عبد الله الجفري.. ولم اجده لأنه وحسب افادة الحارس الأمني من القبيلة اللونية.. بأن الجناح خالٍ من بداية الافتتاح .. حتى جناب الفنانين التشكيليين كان خالياً من الزوار والفنانين اصحاب الاعمال.. واللوحات معلقة بطريقة عشوائية باسلوب أقرب الى محلات البراويز والزجاج في باب مكة أيام زمان .. ولم اجد حتى كتلوجاً عن المعروضات أو من يوضح لي مشكوراً المعروضات باللون البلياتشو. وقد نقل لي اكثر من عارض محلي التقيت بهم .. تذمرهم وسوء المعرض وافتقاده للزوار.. والسبب في رأيهم ضعف الاعلانات الترويجية .. الامر الذي جعل العديد من اصحاب دور النشر يفضلون الخلود للتعسيلة في بروفة مبكرة لرمضان. ولست مع الزملاء الاعزاء الذين كتبوا في بعض الملاحق والصفحات الثقافية وكلهم امل بأن المعرض سيكون خطوة رائدة لرد اعتبار الناشر السعودي. فقد جاء بنتائج عكسية وزاد في هموم الناشر والكتاب السعودي.. ولم يكن ذلك المسؤول الذي يحاول ان ينسب نفسه للجاهلي أمرؤ القيس صاحب القصيدة الشهيرة.. مع انه لايعرف قراءة حرف من اشعاره فما بالكم بحفظها والذي يتشدق بمعسول الكلام للترويج لنفسه .. لم يكن موفقاً وصادقاً في محاولته التسلق على اكتاف المثقفين والمفكرين السعوديين .. عندما صرح بأن المعرض يعتبر فرصة مناسبة للباحثين وطلاب العلم ..وسوف يستقطب زواراً من المملكة والخليج .. مع ان زوار "جدة" كانوا كافيين .. بدل ممارسة المشاركين فيه هش الهواء ودق الحنك والتجوال وتبادل الزيارات بلا مواعيد وهدف بين الاجنحة! ولم يضم الناشر السعودي اكثر من خمسين عارضاً بالزيادة أو النقصان .. بعكس أخبار العلاقات التي روج لها مندبو الاعلانات في الصحف المحلية الذين لم يفتح بعضهم في حياته كتابا محليا .. ولايعرفون اسماء المبدعين السعوديين. وكان الواقع بعكس اخبارهم التي افادتنا أن العدد في الليمون وتجاوز المائة وخمسين ناشراً سعودياً سيعرضون احدث إنتاجهم الفكري والادبي. ولم ألمس في المعرض أي نشاطات آخرى أو بروشرات أو منشورات تشير الى الفعاليات الكبيرة المصاحبة التي قرأنا عنها قبل الافتتاح في أخبار مدفوعة. حتى جناح التواقيع للمؤلفين الذي سعدت فيه بلقاء الابنة الدكتورة لينا نقشبندي عند توقيع كتابها الوجداني المنثور الجديد الموسوم ب "سراب تحت ضوء القمر" وأهدتني مشكورة نسخة منه في أولى محاولاتها الإبداعية التي نتمنى أن تستمر فيها.. لتزيد تطوراً وانتاجاً. كان يحتل كراسيه المحدودة بعض الملاقيف الذين يحلو لهم جمع الكتلوجات في المعارض وهات ياكلام بلا جمرك وكأنه أقيم لهم .. فلا رقيب او حسيب والطاسة ضايعة. ومن خلال خبرتي في مجال النشر التي تجاوز الثلاثين عاماً .. اؤكد بأن معرض الناشر السعودي .. كان كارثة على الناشرين السعوديين بمستواه الضعيف جداً واسلوب طرحه وعدم اهتمامه بالجانب الجماهيري .. الطريق الصحيح لضمان نجاحه وجلب الزوار لمعرض يحمل اسماً عزيزاً علينا نكن له التقدير والاحترام. وقد قلت قبل اقامة المعرض بأيام للصديق الاستاذ / احمد فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين والشاعر الصديق احمد الزهراني بأنه سيلقى الفشل لافتقاره الى المقومات الاساسية لمعارض الكتب .. ولان من سيقومون بالمهمة بعيدون عنها .. ولايملكون الخبرة اللازمة والطموح وفاشلون في مثل إقامة هذه المعارض. لقد ارجعنا بصراحة هذا المعرض الى الوراء سنوات وسنوات.. فالناشر السعودي يحتاج الى المزيد من الاهتمام والعناية .. والكتاب السعودي ومبدعوه مطلوبون على المستوى المحلي والعربي .. وقديماً قال أهل الحكمة والايمان: لو من جاء نجر ماكان في الوادي شجر ! * عضو هيئة الصحفيين السعوديين عضو هيئة الناشرين السعوديين