حذرت جامعة الدول العربية، من ابتعاد ليبيا عن منطق التسوية بما يهدد باشتعال الصراع، مؤكدة أن الحل السياسي هو الأمثل لكافة صراعات الدول، مطالبة في الوقت ذاته القوى السياسية والمكونات في العراق باللجوء إلى الحوار والإبقاء على مشاكل البلاد داخليا. وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة ال158 للمجلس الوزاري العربي برئاسة ليبيا، على ضرورة احتواء أي مشكلة واضعين مصلحة الأمة العربية نصب أعيننا، فيما أعربت الجامعة العربية عن ثقتها في قدرة عبدالله باتيلي الممثل الأممي الجديد في ليبيا على قيادة البلاد لانتخابات تحل أزمتها، داعية الفرقاء إلى التعاون معه. وبالتزامن مع أزمة خانقة تشهدها ليبيا وبعد انتظار تسعة أشهر، عينت الأممالمتحدة الجمعة الماضي رسميا مبعوثا لأمينها العام، في توقيت حساس كاد ينجرف فيه البلد الغني بالنفط مجددا إلى صراع دموي في العاصمة طرابلس. وأعلنت الأطراف الليبية الفاعلة على الساحة ترحيبها بالمبعوث الأممي الجديد، وكان أول المرحبين المجلس الرئاسي، الذي أشاد "بخبرة الدبلوماسي السنغالي واطلاعه على الوضع". ووصلت الخلافات بين السلطتين التنفيذيتين في ليبيا، إلى جامعة الدول العربية، بعد منحها حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، مهمة تمثيل ليبيا في رئاسة مجلس الجامعة العربية، في خطوة عارضتها حكومة فتحي باشاغا، واعتبرتها "انحيازا لطرف سياسي منتهي الولاية". وترأست وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، أمس اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، برئاسة ليبيا خلفا للجمهورية اللبنانية، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية وبمشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة. بينما ردت حكومة باشاغا على ذلك ببيان يرفض استمرار تعامل جامعة الدول العربية مع حكومة الدبيبة، واعتراضها على توّلي المنقوش، رئاسة الدورة 158 لاجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات تهدد الاستقرار ووحدة ليبيا، وتمثل انحيازاً إلى طرف سياسي منتهي الولاية وفاقد للشرعية القانونية. ويلقي هذا الخلاف الجديد، الضوء على النزاع المستمرّ على الشرعية بين باشاغا والدبيبة داخل البلاد وخارجها، حيث يرى الأخير نفسه ممثلا للشرعية باعتبار أن تكليفه صادر عن أعلى سلطة منتخبة في الدولة، فيما يعتبر الدبيبة أن التفويض لحكومته مستمر إلى حين إجراء الانتخابات في البلاد، كما ينّص على ذلك الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه بتونس. وفيما يهيمن التوتر على الموقف بين حكومتي الدبيبة وباشاغا في سرت، أكدت المنقوش أنه يجب السعي لإجراء الانتخابات النيابية، داعية إلى تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات، التي تعذر إجراؤها في ديسمبر 2021، كما طالبت البرلمان الليبي بالتعاون في سبيل الوصول إلى هذا الاستحقاق، ودعت أيضاً لعقد اللقاء التشاوري القادم على مستوى وزراء الخارجية في العاصمة الليبية طرابلس.