لقد بات تحقيق الذات من اهم الامور الاساسية في حياة الفرد ويسعى الجميع كل على حده للعمل على ذلك لما فيه العديد من المنافع، اذ ان تحقيق الذات هو اثبات الذات مدى نجاحها وقدرتها على تجاوز العقبات ولا يتم ذلك الا من خلال المرور بالعقبات وتجاوزها والمرور منها بسلام. وليس ذلك فحسب بل ان تحقيق النجاح يحقق للفرد ذاته ومواصلة تحقيق الاحلام والوصول الى الاهداف التي وضعها الشخص في منظومة حياته ونيل الدرجات وحصد النتائج بعد المرور بمراحل الفشل وترتيب الخطوات التي تقود الفرد الى الاعلى. ان حقيقة اثبات الذات تكمن في كسر الحواجز وتخطي الصعوبات ولكن هناك شعرة بين اثبات الذات للذات او بين اثبات الذات للآخرين فهناك فرق بينهما حيث ان الشخص اذا كرس حياته وعمل على تطوير ذاته فقط لجذب انتباه الآخرين ولنيل المدح فقط فهذا لا يحقق للفرد ذاته. فإذا استمر الفرد على هذا النحو فإنه تدريجيا يبدأ بخسران ذاته حيث ان تحقيق ذاته ليس مرتبطًا برضا الاخرين عنه او بما يقدمه وذلك لان لكل فرد منا معركته في حياته ومحاربته للوصول وعدم استسلامه وتحمله لمرارة ظروفه ولا سيما ان الحصول على ثناء الاخرين امر مهم ولكن يجب علينا ان نكون حريصين ألا يتحول هذا الى ادمان ذي مضار كثيرة. ان الذي يحدد للفرد قيمته واهميته، هو انتاجه ونجاحاته المستمرة واستثماره في ذاته والمواصلة في التعلم والنمو والتطور وليس رضا الاخرين، والحفاظ على توهجه وتوهج احلامه وظهورها في الأفق، مع عدم السماح بالانطفاء والمضي قدما فحسب.
