تقدير الذات وتوهج القدرات الكامنة انت لا تستطيع لمسّه، لكنّه يؤثّر على كيف تشعر, ولا تستطيع رؤيته، لكنّه هناك عندما تنظر إلى نفسك في المرآة. ولا تستطيع سماعه، لكنّه هناك كلّ مرّة تتحدّث عن نفسك. فماذا يكون هذا المهم جدا في حياتنا لكنه بهذه الدرجة من الغموض..؟ انه أيها السادة تقدير الذات..؟ وتقدير الذات تعني تقديرك لنفسك أو ذاتك وكم تساوي قيمة ذاتك بالنسبة لك , بمعنى كيف تنظر لذاتك وهل تتصور انك ذا قيمة, انها بتعبير اخر تعني كيف تقيم ذاتك وكيف تشعر حيال انجازاتك.. تقدير الذات اذا لايعني المفاخرة حول كم انت عظيم, لكنه بشكل مبسط معرفتك باهمية ذاتك.. فاذا كان تقديرك لذات مرتفع فانت تشعر بالسعاة والاطمئنان والرضى لكل من حولك ولهذا انت تستطيع تحقيق كل ما يطلب منك, اما اذا كان تقديرك لذاتك منخفظ فانك ستعاني الحزن والكأبة والصراع مع النفس والمجتمع وستنهك قواك هذه الصراعات التي قد تقودك للانطواء والفشل في اداء أي عمل.. مع ملاحظة ان الاطفال قد يتجاوزون في الغالب اشكالية سوء المعاملة التي يمرون بها والتي قد تسبب في انخفاظ تقديرهم لذواتهم لكن ومع ذلك فان هذه المعاملة السيئة ستترك حتما بصماتها على منهج وطريقة رؤيتهم وتحليلاتهم لكل شيء والى اخر العمر..؟! اهمية تقدير الذات تأتي كما يؤكد ماسلو ضمن الاحتياجات الانسانية الاساسية وهي في ترتيبه الهرمي تأتي في المرحلة الثالثة أي بعد الاحتياجات الفسيلوجية والاحساس بالأمان..وماسلو يعتبرها مهمة جدا حيث ان اخذ الكفاية منها قد تسهل للفرد مزيدا من العطاء وهي لذلك البوابة الرئيسية التي من خلالها يستطيع الفرد المضي قدما في طريق النجاح والتفاعل الاجتماعي بشكل ايجابي, واشباع هذه الحاجة السايكلوجية تساعد الفرد في بلوغ اقصى درجات النجاح والعملية, او ما يسميها ماسلو تحقيق الذات self-actualization, وحرمانه منها يعني الفشل والانطواء الذي قد يقودان الى الادمان والسلوكيات العدائية.. معوقات تحقيق تقدير الذات الاسرة والمدرسة هما العاملان الخطيران في اما بالدفع بالطفل نحو تقديره لذاته واما اعاقته من تحقيق ذلك.. وحيث ان مرحلة الطفولة تعتبر مهمة جدا في تأصيل هذا المفهوم لدى الطفل فان الجهود التربوية والبحثية تؤكد ايضا ان مرحلة المراهقة لا تقل اهمية,ولذلك من المهم ان نوجد بيئة تعليمية مثالية وكذلك التأكيد على دور الاسرة في تنشئة اطفالهم تنشئة صحية وأدراك ان عدم تنشئتهم وفق هذا المفهوم \"تقدير الذات\" يعني انهم يؤسسون لبناء شخصية ضعيفة وغير متفائلة وخجولة قد تفشل في تحقيق حياة مستقبلية كريمة..فمثلا الاب حينما يبدى مساعدته لطفله ويتعامل معه وفق الية تشجيعية ايجابية, كمساعدته في ابداء رايه دون خوف او وجل فهو يدعم في طفله تقدير الذات, بينما الاب الذي يستمرأ التوبيخ والجزر عند ملاحظته لسلوك سلبي او حينما لا يؤدي الطفل المطلوب من بشكل جيد, هذا الاب بلا شك يعمل على تقويض نفسية الطفل ويلغي فيه تقديره لذاته وبالتالي فانه ومع تكرار هذا التوبيخ وكما يؤكد علماء ا النفس ان من شأن هكذا توبيخ متكرر ان يجعل الطفل يدخل في موجة صراعات مع نفسه يشعر معها بالحزن وا لاحباط وقد تتطور الى انه سيبني تصوره عن ذاته وفق المفردات التي يسمعها, فمثلا عندما يكرر الاب كلمة \"غبي\" لابنه عند اخفاقه في انجاز المطلوب منه فانه قد لا يستطيع مستقبلا القيام بعمل لانه اصبح خائف ويقوم بعمله وهو وبذلك فانه سيتصرف بشكل الي وفق هذه المفردة, طبعا من حسن حظ الطفل وبفضل تكوينه الذهني سيستطيع بمساعدة المدرسة مثلا في تجاوز هذه التنشئة السلبية لكن هل سيجد امامه المعلم والتربوي والاداري الذي سيتفهم ملابسات تلك الاشكالية وبالتالي يعمل على اعادة تأهيل هذا الطفل..؟! لماذا اذا يجب ان ننمي في اطفالنا تقدير الذات.؟ يتبع د. سالم موسى جامعة الملك خالد [email protected]