فقد الدوري السعودي للمحترفين ركناً من أركانه الرئيسة بعد هبوط فريق الأهلي لدوري "يلو" للدرجة الأولى، لأول مرة في تاريخه، ليغادر أحد الأربعة الكبار من ناحية البطولات والشعبية الجماهيرية، وهو ما يعد خسارة بكل المقاييس. وبهبوط الأهلي، سيفقد دوري المحترفين 6 مباريات كلاسيكو كانت تجمعه بكل من الهلال والنصر والشباب ذهاباً وإياباً، كما سيفتقد الدوري لمباراتي ديربي جدة الحافلة دوماً بالإثارة والندية بين (الراقي والعميد)، فضلا عن الحضور الجماهيري الطاغي في مثل تلك المباريات التي شكلت على مدار 13 عاما من دوري المحترفين، مناسبات كروية ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة بفارغ الصبر. ولن يقتصر تأثير هبوط الأهلي على الدوري من الناحية الفنية فحسب، بل إن التسويق وعقود الرعاية ستتأثر دون شك، لأن الأهلي- يعد وبلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تجامل- ثاني أعلى الأندية حضورا جماهيريا بعد الاتحاد، وبالتالي سيؤثر ذلك على القيمة السوقية للدوري برحيل ركن من أركانه، فنيا وجماهيريا. وهناك جانب آخر لا يقل أهمية، وهو تأثير الهبوط للدرجة الأدنى على لاعبي الأهلي الدوليين، سواء في المنتخب الأول أو المنتخب الأولمبي، مثل محمد الربيعي وعبدالرحمن غريب وعلي الأسمري وهيثم عسيري، بالإضافة إلى زياد الجهني وعلي مجرشي وعبدالرحمن الصانبي وهاني الصبياني وفراس الغامدي، حيث يختلف اللعب في دوري الأولى عنه في دوري الأضواء، سواء من ناحية الملاعب أو الجماهيرية أو المستوى الفني. من جهة أخرى، سيؤثر الهبوط على النادي الأهلي، الكيان العريق الذي اعتاد على اللعب مع الكبار، فلا شك أن دخله سيتأثر كثيرا لأنه سيفقد بعض عقود الرعاية التي كان يحصل عليها في دوري المحترفين، حيث تقدر ميزانية الأندية الكبيرة فيه بمئات الملايين، فيما لن تتجاوز عشرات الملايين في دوري المظاليم، فضلا عن الفارق الكبير في الدعم الحكومي، لذلك فإن إدارة الأهلي أمامها الكثير من الملفات الشائكة التي وضعت نفسها في مواجهتها، وعليها أولا أن تتعامل مع السخط الجماهيري العارم بعد أن جنت حصاد عملها وعنادها، في موسم لن ينساه أبدا عشاق (قلعة الكؤوس).