وصف مدرب القادسية التونسي يوسف المناعي حالة لاعبي الفريق بعد الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى بالمحبطة والانهزامية، موضحاً أنه عمل على تعزيز الجوانب الإيجابية لدى اللاعبين لإعادة الثقة فيهم من جديد قبل انطلاق منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى. وأكد المناعي في حوار خاص ل»دنيا الرياضة» أنه أشرف على الفريق في وقت صعب وحساس جداً خاصة بعد مغادرة الفريق مقعده في الدوري الممتاز، مبيناً أن ذلك يعد طبيعياً في عالم كرة القدم، مشدداً على الدور النفسي الذي لعبه مع فريق عمله خلال فترة الإعداد، مشيرا إلى أن اللاعب السعودي يملك موهبة كبيرة يستطيع من خلالها أن يثبت نفسه بين كوكبة النجوم المحترفين الأجانب، موضحاً أنه ينقصه الانضباط خارج الملعب فقط، كما تحدث عن مستوى المنافسة في المسابقات السعودية ومستقبل بنو قادس والكثير من التفاصيل في الحوار التالي: * بداية كابتن يوسف حدثنا كيف رأيت الفريق القدساوي؟ * الحقيقة أنني جئت للقادسية في وقت حساس جداً خاصة بعد هبوط الفريق من دوري المحترفين مما جعل اللاعبين يصلون إلى درجة إحباط عالية، كذلك كان بعضهم يريد أن ينتقل لأندية دوري الأضواء ولم يتقبلوا أن يلعبوا في دوري الدرجة الأولى، وكان هناك حالة من الانهزامية لديهم، فهذا أول انطباع شعرت به في أول لقاء مع اللاعبين، طبعاً بدأت العمل أنا وفريق عملي على تغيير روح الفريق وتعزيز الإيجابيات وغرس روح الانتصار من جديد بين اللاعبين، أما من الجانب الفني فالقادسية يملك مكتسبات مميزة من اللاعبين وبالإمكان إعادة الثقة لهم ليظهروا كل ما لديهم من قدرات فنية عالية، القادسية محظوظ بلاعبين موهوبين يحتاجون إلى الوقت والصبر فقط. * ما أهدافكم هذا الموسم؟ * لا أخفيك أن لدينا هدفين رئيسين هذا الموسم، الأول والأهم هو صناعة فريق قوي وعنيد من مجموعة عناصر شابة تستطيع أن تفيد القادسية لسنوات أكثر وتصل إلى درجة انسجام كبيرة نستطيع من خلالها المحافظة على شخصية الفريق في كل مباراة، أما الهدف الثاني هو الصعود مجدداً إلى دوري المحترفين، وهذا حق مشروع لنا كثمرة جهد آخر الموسم، وأعتقد أننا نستطيع تحقيق كل أهدافنا التي رسمناها بالروح والعمل المتواصل. * دعنا نعود للخلف قليلاً، برأيك ما أسباب هبوط الفريق؟ * بكل صراحة لا أريد الحديث عن الماضي كثيراً، ولكن كما تعلم تعاقب أكثر من جهاز فني على الفريق يكون سبباً في عدم الاستقرار ويحدث خللاً في توازن المجموعة بشكل عام، حيث إن كل مدرب له طريقته واختياراته، وهذا أمر مزعج لأي فريق بالعالم. * هل ترى أن القادسية قادر على الصعود مجدداً بالأسماء الحالية؟ * بكل تأكيد، لا ينقص اللاعبين شيء لتحقيق الإنجازات، كما أننا نملك أسماء أساسية في المنتخب السعودي وهذه دلالة على أن القادسية لديه عناصر مميزة. * المتابع للفريق القدساوي يرى أنك تعتمد على الأسماء الشابة، هل هذه سياسة خاصة بالمناعي؟ * ليس دائماً، والاعتماد على عناصر تعتبر صغيرة بالسن يكون بالتفاهم مع الإدارة التي تحرص على بناء فريق منظم وقوي لسنوات طويلة، وهذا هو التوجه الصائب للفرق التي تريد أن تعود بشكل أقوى، ولا تبحث عن أهداف حينية قريبة، وإنما لديها نظرة مستقبلية. * أشرف على الفريق الموسم الماضي خمسة مدربين، تعليقك؟ * عدد كبير جداً، ويعتبر ذلك خطأ ينعكس بشكل سلبي على اللاعبين الذين يواجهون صعوبة في فهم واستيعاب طريقة كل مدرب وفلسفته الفنية، وبالتالي يظهر الفريق بصورة مهزوزة أمام الفرق المنافسة. * هل حاولت أن تتمسك باللاعبين المنتقلين من البيت القدساوي مثل هارون كمارا؟ * هناك أسماء غادرت القادسية وكنت أتمنى استمرارها، بالنسبة لمحمد خبراني فقد انتقل قبل مجيئي للقادسية، ولكن المهاجم هارون كمارا تحدثت للإدارة واللاعب عن إمكانية بقائه مع الفريق، واتخذ رئيس النادي كافة الخطوات في سبيل استمرار هارون مع القادسية، وكانت كلمة الفصل في النهاية لدى اللاعب الذي أبدى رغبته بالرحيل وهذا أمر طبيعي في عصر الاحتراف. * من اختار تعاقدات القادسية الجديدة؟ * جميع تعاقدات الفريق هذا الموسم أنا من قام باختيارها وأتحمل المسؤولية كاملة بهذا الخصوص. * سبق أن تحدث رئيس النادي مساعد الزامل ل"الرياض" أنه لن يستعجل النتائج للصعود لدوري المحترفين بأسرع وقت، وسيكون توجهه لبناء فريق؟ * صحيح، وهذا يعتبر من ضمن الأهداف التي وضعناها مع الرئيس، ولكن بإمكانك أن تضع لك أهدافاً قريبة المدى وأخرى بعيدة، ومن خلال العمل الفني المتقن ستحقق كل الأهداف التي وضعتها قبل البدء في المنافسة. * لماذا يعتبر المدرب هو الحلقة الأضعف في الأندية ويطاله التغيير؟ * المشكلة في العقلية فقط، نعم بسبب عقلية بعض الإدارات، لا بد أن يشعر المدرب بالأمان والثقة من الإدارة، كذلك اللاعبون عندما يعلموا أن المدرب ربما يرحل في أي لحظة يكون ذلك سبباً في عدم تقديم كل ما لديهم للفريق، وعلى العكس تماماً عندما تكون إدارات الأندية ساندة وداعمه لأي مدرب وتشعره بثقتها بالتأكيد سيشعر بالارتياح، وسيقدم عملا فنيا مميزا يظهر ذلك على الفريق بصورة عامة. * ما الفرق بين الدوري الإماراتي والدوري السعودي بحكم عملك في الفترة الماضية؟ * بيئة الأندية السعودية لا تخفى علي فقد عملت سابقاً في الهلال والاتفاق، وأنا ملم بثقافة كرة القدم هنا، والدوري السعودي بكل صراحة يعتبر هو الأقوى آسيوياً وعربياً من ناحية المتابعة والحضور الجماهيري والمنافسة والأحداث المثيرة أثناء المسابقة الدوري السعودي الأفضل، وهو من أخرج الأساطير مثل ماجد عبدالله وسامي الجابر ومحمد نور، ويعتبر أرضاً خصبة لإظهار المواهب الكروية المميزة. * ما رأيك بعد زيادة عدد المحترفين الأجانب في المنافسات السعودية؟ * قرار صائب وسيفيد اللاعب السعودي بصورة مباشرة من خلال احتكاكه بنجوم لعبت في أقوى مسابقات العالم، وساهم بشكل كبير في رفع مستوى المنافسة في الدوري، ولو تحدثنا بصورة أدق نجد أن الأندية الجماهيرية تملك لاعبين محليين بنفس القيمة الفنية للمحترفين الأجانب، مما يعني أن الأندية المتوسطة هي المستفيد الأكبر من هذا القرار، ولم تعد فرق سهلة أمام الأندية الكبيرة وخير دليل الموسم الماضي حقق التعاون لقب كأس الملك أمام الفريق الكبير الاتحاد. * لماذا يطلق على دوري الأولى ب(دوري المظاليم) ؟ * بالعكس أنا ضد هذا الاسم المجحف، دوري الأولى ينقل تلفزيونياً، ومتابع من جماهير الأندية التي تتنافس فيه ومن خلال متابعتي لبعض البرامج الرياضية أرى أنهم يخصصون وقتاً جيداً للحديث عن منافساته، كذلك يوجد بدوري الأولى مستوى فني كبير ربما يوازي دوري المحترفين الممتاز. * المدرب السعودي يعاني من عدم ثقة الأندية، ما تعليقك؟ * الكرة السعودية خرجت مدربين مميزين لهم باع طويل في العمل التدريبي، وربما يحتاجون للفرصة لإثبات إمكانياتهم في قيادة الأندية، وهناك نماذج كثيرة مشرفة على مر التاريخ. * ما الأندية التي ستنافس على اللقب؟ أعتقد أنها ستنحصر بين الأندية الكبيرة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، ولو سألتني من الأقرب لتحقيق اللقب فأعتقد أن الهلال مرشح قوي. * من اللاعب الأبرز في الدوري ؟ * هناك أسماء كثيرة ولكن لاعب الهلال سلمان الفرج هو الأفضل حالياً، سلمان يتميز بذكاء كبير داخل الملعب ويجمع بين "ستايل" اللعب الحديث لكرة القدم، وخبرة اللاعبين الكبار القدامى، هو لاعب ممتع جداً. * كنظرة فنية ماذا ينقص اللاعب السعودي؟ * تغيير طريقة تفكيره والانضباط خارج الملعب، ولا بد أن يشعر اللاعب السعودي بأن كرة القدم أصبحت عملا يجلب من خلاله الرزق، ولم تعد هواية كما كان سابقاً، كذلك الانضباط خارج الملعب سواء من ناحية النوم والتغذية وتطوير الإمكانات والأداء، بالمناسبة اللاعب السعودي بالذات يعتبر من أفضل اللاعبين على مستوى العالم في جانب الموهبة والتطوير، ويتقبل تعليمات المدرب بصورة مثالية، وأرجو أن يستمر انضباطه إلى خارج الملعب ليشعر بالفرق وتحسن المستوى. * كلمة للجماهير القدساوية ؟ جمهور القادسية قريب جداً من ناديه، ولديه دراية جيدة بأهدافنا هذا الموسم، وسنسعى بكل إمكانياتنا لإسعاد الجماهير القدساوية. * كيف تود أن تنهي هذا الحوار ؟ * شكراً لجريدة "الرياض" على إتاحة الفرصة والحديث عن مستقبل القادسية، وأتمنى أن نكون قد قدمنا حديثاً مميزاً للقراء الكرام. يوسف المناعي