سجلت منظمة الصحة العالمية حتى الآن 92 إصابة مؤكدة بالفيروس النادر (جدري القرود) و28 حالة اشتباه. وقالت المنظمة في بيان لها أمس: إن الإصابات المؤكدة والحالات المشتبه فيها، تم رصدها في 12 دولة غير متوطنة للفيروس من بينها 9 دول أوربية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مشيرة إلى أن المرض في طور الانتشار. وأضافت المنظمة، أن جميع الحالات المؤكدة تم تحديد إصابتها عبر تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل، مؤكدة أن تسلسل الجينوم المأخوذ من عينة من حالة مؤكدة في البرتغال تطابق فيروس (جدري القرود) الذي تسبب في تفشي المرض الحالي مع الحالات المصدرة من نيجيريا إلى المملكة المتحدة وإسرائيل وسنغافورة في عامي 2018 و2019. ودعت المنظمة إلى التوعية ونشر المعلومات الدقيقة عن المرض بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة لوقف المزيد من الانتشار، في حين نشر اللقاح لحماية المخالطين والعاملين الصحيين. ووصفت المنظمة أعراض المرض بالطفح الجلدي وارتفاع الحرارة إلى 38،5 درجة مئوية والصداع والتضخم في الغدد الليمفاوية وآلام في الظهر والوهن. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تتلقى التحديثات بشأن هذه الفاشية الجديدة عبر آلية الرقابة المتكاملة للأمراض في البلدان الموبوءة. واستطردت المنظمة أنها ستقدم المزيد من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية الحد من انتشار جدري القرود. وأوضحت أن المعلومات المتاحة لها تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض. ولفتت إلى التسلسل الجيني المبكر لعدد قليل من الحالات في أوروبا يشير إلى وجود تشابه مع السلالة التي انتشرت بطريقة محدودة في بريطانيا وسنغافورة في عام 2018. وقال ديفيد هيمان المسؤول بمنظمة الصحة العالمية: إنه "من المعقول بيولوجيا" أن الفيروس كان ينتشر خارج البلدان التي يتوطن فيها الفيروس، لكنه لم يؤد إلى تفشٍ كبير نتيجة لإجراءات الإغلاق المتعلقة بمكافحة كوفيد والتباعد الاجتماعي وقيود السفر. وشدد على أن تفشي جدري القرود لا يشبه الأيام الأولى لجائحة "كوفيد -19" لأنه لا ينتقل بسهولة، مؤكدا وجود لقاحات متاحة له، ودعا الذين يشتبهون في تعرضهم أو الذين تظهر عليهم أعراض بما في ذلك الطفح الجلدي والحمى، إلى تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين.