تمضي مليشيا الحوثي الإرهابية نحو إهدار وقت الهدنة بالخروقات المستمرة دون أي تدابير لبناء الثقة، وتستمر في إفلاسها السياسي والحصار الداخلي، إذ التفت المليشيا على الهدنة بفتح ممر وهمي جنوبي محافظة الحديدة غربي البلاد، للهروب من بند فتح طرق تعز وبقية المحافظات، بموجب اتفاق الهدنة، كما قفزت المليشيا إلى فتح طريق فرعي في جبل رأس، الذي يقع كليا تحت سيطرتها، فيما لم تفتح من جانبها ممراً رئيسا وحيويا يربط بين الحديدة وتعز، أعلنت القوات المشتركة فتحه في وقت سابق. واعتبرت قوات الشرعية المرابطة في جنوبي الحديدة وغربي تعز، أن ما تمارسه مليشيا الحوثي تضليل مفضوح على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، فيما وصفه يمنيون بأنه سلوك يستهدف الهدنة ووصولها إلى طريق مسدود. وتسعى مليشيا الحوثي إلى وضع تعز خارج سياق الاتفاق العام وتحويلها إلى قضية صراع بين طرفين وليست قضية حصار جائر واعتداء من قبل طرف انقلابي على ملايين السكان المدنيين. ومن المقرر أن تنطلق الأسبوع المقبل مفاوضات بشأن فتح الطرقات إلى تعز، لتخفيف وطأة الحصار الحوثي منذ 7 أعوام ونصف العام، وذلك في العاصمة الأردنية عمان وبرعاية الأممالمتحدة. وأثار إعلان المليشيا فتح طرق وهمية وفريقاً تفاوضياً من المتطرفين غضبا لدى الشارع اليمني، بينما شدد اليمنيون على أهمية إعادة قيمة الهدنة كمحطة لإنضاج شروط السلام، حذر البعض منهم من تكريس الحوثيين واقع شروط الاستسلام للأمر الواقع. وقال مستشار قائد المنطقة العسكرية السابعة في اليمن عنتر الذيفاني ل"البلاد": إن الجيش الوطني ملتزم بالهدنة رغم أن الحوثي يحدث اختراقات يومية في كل الجبهات وأثبت كعادته أنه لا يؤمن بسلام ولا يلتزم بهدنة، بينما يتصدى أبطال الجيش لكل اختراق، مضيفاً :"قواتنا جاهزة لرد أي هجوم". ولفت إلى أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ولّد حالة من التفاؤل عند جميع المواطنين، وحالة من الترقب لسير الأوضاع على الأرض، كما أعاد الاهتمام بالمتطلبات الأساسية، فرغبة الشعب اليمنى هي إحلال السلام، ولكن المليشيا الحوثية لاتزال تمارس الإجرام والإرهاب وترفض المبادرات الدولية والإقليمية للتهدئة. وأشار مستشار قائد المنطقة العسكرية السابعة، إلى أن محافظة عمران تعيش تحت قمع المليشيا التي أطلقت يدها للعبث الشامل، حيث لا وجود لحرية التعبير أو إبداء الرأي، في وقت ينتشر مخبرو الحوثي في كل مكان لإفساد الحياة الاجتماعية التي يسودها عدم الثقة، كما تنتشر حالات القتل ونهب المواطنين، واعتداء الحوثيين على أقاربهم لدرجة قتل الوالدين أو الإخوة، نتيجة للتربية الإرهابية في ما يعرف بالدورات الثقافية. من جهة ثانية، قالت منظمة العفو الدولية: إنه يتعين على الحوثيين إلغاء أحكام الإعدام والأمر بالإفراج الفوري عن 4 صحافيين يمنيين يواجهون الموت عقب محاكمة بالغة الجور، مبينة أنه منذ عام 2015، احتجز الحوثيون تعسفيا أكرم الوليدي وعبد الخالق عمران وحارث حامد وتوفيق المنصوري دون تهمة أو محاكمة لأكثر من 4 سنوات. وطبقاً لبيان المنظمة، فإن الصحافيين تعرضوا لجملة من انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك الإخفاء القسري والاحتجاز المتقطع بمعزل عن العالم الخارجي والحبس الانفرادي والضرب والحرمان من الحصول على الرعاية الطبية، مشيراً إلى أن المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء حكمت على الصحافيين الأربعة بالإعدام في إبريل 2020 بعد محاكمة جائرة.