القيم الإنسانية تمثل قاسما مشتركا للبشرية على اختلاف أجناسهم وأديانهم، ومن شأن تفعيل هذه القيم تعزيز دورها كركيزة جامعة للتعايش، وفي هذا الإطار تأتي أعمال ملتقى "القيم المشتركة بين أتباع الأديان"، الذي تستضيفه رابطة العالم الإسلامي، في مدينة الرياض، تأكيدا لحرصها على نشر قيم الإسلام الداعية لخير الإنسانية والتعاون مع الجميع حول تعزيز القواسم الإنسانية؛ من أجل عالمٍ أكثر تعاوناً وسلاماً، ومجتمعاتٍ أكثر وئاماً، انطلاقا من أرض المملكة وفضاءاتها الحضارية الرحبة في دعم ونشر هذه القيم ومقاصدها الهادفة التي تكفل التعايش الأمثل في عالمنا على تنوعه الإنساني. من هنا تكمن أهمية هذا الملتقى في إيضاح تعاليم وقيم الإسلام التي جاءت رحمةً للعالمين، في الوقت الذي يشهد فيه عصرنا الحاضر تحديات خطيرة؛ جراء سعي التطرف والتطرف المضاد حول العالم محاولاً تشويه تلك القيم الإسلامية، لكن يظل انفتاحها الإيجابي وهديها ساطعا بأعظم المعاني الإنسانية التي بلغت العالمين، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على بصيرة وحكمة علماء الإسلام وعقلاء العالم في ترسيخ الحوار العالمي والرصيد التاريخي من القيم والمشتركات الإنسانية، والتصدي لكل أشكال ومنابع التطرف والعنصرية والاسلام فوبيا، في المقابل تعظيم قيم الاعتدال وتجسير المشتركات لخير الإنسانية.