اعتبر سياسيون يمنيون أن المرحلة الحالية تتطلب جهودا كبيرة للقضاء على مشروع التمدد الفارسي، مؤكدين أن توحيد الطاقات ضد مليشيا الحوثي الانقلابية سينهي معاناة اليمنيين؛ لأن الإرهابيين ينهبون الأموال لتسخيرها في مصلحة جهات خارجية تريد تدمير اليمن والمنطقة، لذلك فإن التضامن والوقوف خلف مجلس القيادة الرئاسة اليمني يعيد مؤسسات الدولة المخطوفة من قبل المليشيا الإجرامية، ويحقق الحرية والسلام والاستقرار. وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية أحمد ربيع ل"البلاد": إن الإعلام الرسمي له دور فاعل ورئيس في إسناد جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتحقيق الأهداف المرحلية، وعلى رأسها الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن وتحسين جودة الخطاب الإعلامي الحكومي؛ لما من شأنه تحقيق الصالح العام لليمن، مثنيا على الجهود الإيجابية المبذولة من وزارة الإعلام اليمنية خصوصا بعد مشاورات الرياض التي تمخض عنها ميلاد المجلس الرئاسي لتوحيد الصف والكلمة في وجه المليشيا، لافتا إلى أن العاملين في وسائل الإعلام المختلفة؛ حكومية وغير حكومية دعموا المعركة الوطنية ضد الانقلابيين لتخليص الشعب من المعاناة، حاثا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى مزيد من الاهتمام بالإعلام الرسمي، ومنتسبيه وإسناد وسائل الإعلام الرسمية التي تمثل النافذة الأهم، التي تخاطب من خلالها الحكومة الشعب اليمني بمختلف مكوناته وأطيافه. في السياق ذاته، أكد وكيل أول محافظة إب محمد عبد الواحد الدعام ل"البلاد"، أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أعاد الأمل في قلوب اليمنيين، الذين استبشروا خيرا بهذا التغيير، معتبرين أنه بداية النصر وسيخلق أملا كبيرا لدى اليمنيين الموجودين بمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي وبالمناطق الأخرى. ولفت إلى أن محافظة إب مثلها مثل باقي المحافظات، تنتظر قرارات حاسمة من المجلس، لبدء مرحلة جديدة تتطلب دعم المؤسسات فى الدولة وتعزيز العمل المؤسسي وإنهاء أشكال الفساد ومحاسبة الفاسدين والعمل الجماعي لخدمة اليمن، مشيرا إلى أن مليشيا الحوثي خلقت فوضى عارمة في محافظة إب وتسببت في كثير من الجرائم الإرهابية التي تنوعت بين القتل والخطف والنهب والاقتحامات والتشريد وجرائم تعذيب حتى الموت، كما فجرت منازل شيوخ القبائل في مختلف المديريات وجندت الأطفال إجباريا لدعم مشروعها الإرهابي، وآن الأوان لإيقاف هذا الإجرام. من جهة ثانية، جدد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، التزام الحكومة بتنفيذ الهدنة، داعياً المجتمع الدولي للضغط على الميليشيا للمحافظة على الهدنة واستغلالها كنافذة للسلام، مطالبا المجتمع الدولي أيضاً بالضغط على الميليشيات لتشغيل رحلات مطار صنعاء وفقا للإجراءات المتفق عليها. وناشد الوزير اليمني بضرورة العمل من أجل فتح طرق توصل لمحافظة تعز كأولوية إنسانية لا تحتمل التأخير، فرغم مرور شهر على الهدنة، إلا أن تعنّت الميليشيا الحوثية يمنع تحقيق أي تقدم بشأن فتح الطرق المؤدية إلى تعز، وهو ما يعني أن السكان ما زالوا مضطرين لاستخدام الطرق البديلة الخطرة. وأشار إلى أن الحوثيين فرضوا تسجيل ركاب في مطار صنعاء بجوازات سفر غير معترف بها، ورفضوا مقترح الحكومة لإصدار جوازات لمن لا يحملون جوازات السفر دون الحاجة للسفر إلى المحافظات المحررة، معتبرا أن استمرار الميليشيا عرقلة تنفيذ بنود الهدنة يعد متاجرة بمعاناة المواطنين لتحقيق أجندتها السياسية، كما لفت إلى أن انتقائية الميليشيا في التعامل مع محاور الهدنة أثبتت أن أولويتها هي تحصيل الأموال لتمويل عملياتها العسكرية وإثراء قادتها. وتواصل ميليشيا الحوثي خرق الهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال في اليمن، في ظل التزام قوات الجيش والمقاومة بها، فقد ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أن الجيش رصد ارتكاب الميليشيا الحوثية 126 خرقاً للهدنة خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، منها 36 خرقاً في جبهات محافظة حجة، و27 خرقاً جنوب وغرب وشمال غرب مأرب، و27 خرقاً في جبهات محور تعز، و24 خرقاً في محوري البرح غرب تعز وحيس جنوب الحديدة، و11 خرقاً في جبهات الجوف، وخرق واحد في جبهة كتاف البقع شمال محافظة صعدة. وتنوّعت الخروقات بين محاولات تسلل مجاميع حوثية مسلحة إلى مواقع عسكرية للقوات اليمنية، واستهداف مواقع الجيش بالمدفعية والعيارات وبالطائرات المسيّرة المفخخة. وكعادتها كل عام منذ انقلابها على الشرعية في اليمن، دشنت ميليشيا الحوثي بدء الدورات الصيفية الطائفية في جميع مناطق سيطرتها. ودعت ما تسمى "اللجنة العليا للدورات الصيفية" الحوثية، الآباء والأمهات في مناطق سيطرتها لتسجيل أولادهم وبناتهم في الدورات التي انطلقت تحت شعار "علم وجهاد"، بينما قال سكان محليون في مدن مختلفة، إن الدعوة الحوثية قوبلت برفض واسع من الأهالي والسكان، وذلك بسبب تخوفهم من غسل أدمغتهم بأفكار طائفية، تمهيداً لتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال، كما أشار الأهالي إلى أن المراكز الصيفية الحوثية موسم تستغله الميليشيا للتعبئة الطائفية والأيديولوجية للحصول على المزيد من العناصر في تلك المناطق.