تقترب العملية العسكرية الروسية من الدخول في الشهر الثالث، وربما تمتد لأشهر عدة، وفقا لتقديرات أمريكية ترجح أن تستمر حتى آخر العام الحالي، طبقا لما ذكره مسؤولان أوروبيان أوضحا أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أخبر الحلفاء الأوروبيين أن بلاده تعتقد أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تستمر حتى نهاية عام 2022، فيما أكد العديد من المسؤولين أنه من الصعب التكهن بالضبط بالمدة التي يمكن أن تستمر فيها العملية الروسية على الأراضي الأوكرانية، إلا أنهم أوضحوا أنه لا توجد في المدى المنظور أي مؤشرات تشي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق أهدافه على الأرض، ومن غير المرجح بالتالي أن ينفذها عبر المفاوضات، ما لم يواجه هزيمة عسكرية. وفيما حذرت كييف من أنه كلما طال أمد الحرب سترتفع الخسائر المادية والبشرية في البلاد، كشف الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي أن بلاده خسرت ما بين 2500 و300 جندي حتى الآن فيما خسر الروس بين 19000 و20000 جندي. وانسحبت القوات الروسية من محيط العاصمة كييف مطلع الشهر الحالي، بعد عدة أسابيع على التحشيد، بسبب مواجهاتها صعوبات لوجستية ومقاومة أوكرانية شرسة بحسب ما أكدت كييف، في حين نفت روسيا تلك المزاعم موضحة أن انسحابها جاء من أجل التركيز على العمليات القتالية شرقا، وكبادرة حسن نية في الوقت عينه للمفاوضات بين البلدين. وكان الكرملين أكد أكثر من مرة أن العملية العسكرية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، ومن ضمنها "نزع سلاح" كييف الذي يعتبر مهددا للأمن الروسي، وحياد الجارة الغربية، فضلا عن الاعتراف بضم بشبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية. في حين تتمسك كييف بالسيادة على أراضيها، مطالبة أيضا بضمانات دولية تمنع أي هجوم روسي مستقبلي عليها. من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن السلطات البريطانية تتعمد تأجيج الوضع في أوكرانيا من خلال استمرارها في إمداد كييف بأسلحة فتاكة وتنسيق جهودها مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت إنه من غير المقبول أن تدفع لندن حلفاءها الغربيين، بل ودولا أخرى كذلك، إلى فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا وصفتها بأنها "تأتي بنتائج عكسية"، وفق ما نقلته وكالة "تاس" الروسية. في المقابل، أكدت بريطانيا مواصلة الدعم غير المحدود لكييف رغم العقوبات الروسية الأخيرة. وكانت الخارجية الروسية أعلنت أمس أنها أدرجت رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تراس ووزير الدفاع بن والاس على قائمة الممنوعين من دخول أراضي روسيا، ردا على العقوبات البريطانية. وعلى وقع استمرار القتال بين القوات الروسية والأوكرانية لليوم ال52 على التوالي، أعلنت كييف أن روسيا تسعى لاستعادة قوتها القتالية، عبر إعادة تجميع قواتها وتعزيزها لاسيما في الشرق. وأعلن الجيش الأوكراني، أن القوات الروسية تسعى لرص صفوفها والتزود مجددا بالذخيرة، فضلا عن تحسين أوضاعها التكتيكية، إلى جانب مواصلة القصف في معظم الاتجاهات.