انتخبت الجمعية الوطنية الباكستانية اليوم رئيس المعارضة البرلمانية شهباز شريف، رئيساً للوزراء، خلفاً لعمران خان الذي أقيل من منصبه فجر أمس الأحد عبر تصويت حجب الثقة عنه. ونقل التلفزيون الحكومي الباكستاني مشاهد انتخاب شهباز شريف رئيساً للوزراء، وإعلان رئيس الجمعية الوطنية أياز صادق عن فوزه بعد حصوله على 174 صوتاً من إجمالي 342 صوتاً، في حين لم يحصل منافسه مرشح حزب حركة الإنصاف شاه محمود قريشي على أي صوت نظراً لانسحابه من الجلسة قبل التصويت. ومن المقرر أن يؤدي شهباز شريف وهو رئيس حزب الرابطة الإسلامية والشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الأسبق نواز شريف اليمين الدستورية في وقت لاحق من اليوم، ليتولى رسمياً منصب رئيس الوزراء ال23 لجمهورية باكستان الإسلامية. من هو شهباز شريف؟ شغل شهباز في السابق منصب رئيس وزراء إقليم البنجاب، أكبر الأقاليم الباكستانية، واشتهر بكونه شخصية إدارية صارمة. ولد شهباز شريف لعائلة ثرية، وشق طريقه في عالم السياسة بدلا من إدارة الأعمال على غرار شقيقه نواز. وانتخب شريف عضوا في الجمعية العامة للبلاد (البرلمان)، في عام 1990 عندما فاز شقيقه نواز لأول مرة بمنصب رئيس للوزراء. وفي عام 1997، أصبح شهباز رئيس وزراء إقليم البنجاب، أضخم مقاطعات باكستان من حيث عدد السكان، وذلك خلال فترة ولاية شقيقه الثانية على رأس الحكومة. وفي عام 1999، أطيح ب"شهباز" مع شقيقه، في انقلاب عسكري وعوقبا بالسجن، عندما حاول "نواز" استبدال قائد الجيش. وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، عاد شهباز برفقة شقيقه نواز إلى باكستان بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية العليا بإسلام آباد قرارا يسمح بعودته وأسرته للبلاد. وعقب العودة ، تسلم شهباز نفس منصبه السابق كرئيس لوزراء إقليم البنجاب، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب. وظل في المنصب حتى 2017، حينما أُقيل شقيقه نواز من منصبه، على خلفية اتهامات بالفساد، كان "شهباز" أحد المرشحين لخلافته، لكنه خسر انتخابات 2018 أمام عمران خان، ومنذ ذلك الحين شغل شهباز منصب زعيم المعارضة ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية. وتزعم شريف المعارضة وحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، الذي تولى مسؤوليته بعد شقيقه، منذ أغسطس/آب 2018. ولم يسلم شهباز شريف كغالبية أفراد عائلته، من الاتهامات بالمحسوبية والفساد، لكنه استطاع أن يرد على كل الانتقادات والاتهامات، وأن ينتقل من زعامة المعارضة إلى الأغلبية الدستورية. وفي أعقاب اتهامه بقضيتي فساد انتقل شريف إلى العاصمة البريطانية لندن، والتي جمدت الحسابات المصرفية للأسرة، لكن تحقيقات وكالة الجريمة البريطانية فشلت في العثور على دليل ضد شهباز شريف، وتم إسقاط القضية عنه في 2020. وفي سبتمبر/أيلول 2020 ، ألقي القبض على شهباز شريف، عقب عودته في اتهامات بالفساد لكن محكمة لاهور العليا أطلقت سراحه في أبريل/نيسان 2021. ومع توليه رئاسة الوزراء خلفا لعمران خان، يرث شهباز المشاكل نفسها التي عرقلت مسيرة نجم الكريكيت الدولي السابق. وسيكون على رأس جدول أعمال الإدارة الباكستانية المقبلة مواجهة أزمة اقتصادية كبيرة، إضافة إلى تصاعد الحركات المتشددة والعلاقات المتدهورة مع الحلفاء السابقين.