دخلت باكستان أمس فصلاً جديداً من المنعطفات والاستدارات السياسية في تاريخها بعد نجاح حجب الثقة ضد حكومة عمران والتهيئة لحكم جديد يقوده حزب الرابطة الإسلامية؛ جناح نواز شريف مع شركاء التحالف الديمقراطي الذي سينتقل من ضفة المعارضة إلى ضفة الائتلاف الحكومي الحالم بقيادة زعيمه السياسي شهباز شريف رئيس حزب الرابطة الإسلامية والشقيق الأصغر لنواز شريف الذي قدّم ترشيحه للبرلمان لمنصب رئيس الوزراء الباكستاني الجديد خلفاً لعمران خان الذي خسر تصويت ثقة أجراه البرلمان بعد قرابة أربع سنوات في السلطة، ويجتمع البرلمان اليوم الاثنين لانتخاب رئيس جديد للوزراء. فما هي السيناريوهات المقبلة في المشهد السياسي ومن هو المرشح لخلافة عمران خان. بحسب القواعد البرلمانية فإن على شهباز شريف تقديم أوراقه للبرلمان مرشحاً نفسه لمنصب رئيس الوزراء ممثلاً للتحالف الديمقراطي وحزبه وهذا تم عملياً أمس.. وسيعقد البرلمان صباح اليوم لاعتماد شهباز شريف رئيساً للوزراء من خلال حصوله على ثقة أعضاء البرلمان. عقب ذلك سيتم تشكيل الحكومة الجديدة التي ستكون حكومة وحدة وطنية بأداء رئيس الحكومة والوزراء القسم أمام الرئيس الباكستاني. ويعتبر زعيم المعارضة شهباز شريف المرشح الأبرز لقيادة باكستان، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي تولى المنصب ثلاث مرات. كما يرأس شهباز البالغ من العمر 70 عاماً "حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" ويعرف عنه تميزه في المهارات الإدارية والحوكمة والشفافية. وقاد شهباز المعارضة في البرلمان والشارع للإطاحة بعمران خان، ويتزعم المعارضة في البرلمان الباكستاني منذ أغسطس 2018، وهو أيضاً الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، وكان قد تولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه نواز الذي يعيش حالياً لمتابعة حالته الصحية. وشغل شهباز شريف ثلاث مرات منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب، وهي أغنى ولايات باكستان، وشملت مسيرته سنوات من النفي قضاها في المنفى بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه عام 1999، كما واجه تهماً تتعلق بفساد مالي إلا أنه حصل على براءة من التهم. وُلد شهباز في كنف عائلة ثرية، لكنه وعلى غرار شقيقه نواز، شق طريقه في عالم السياسة بدلاً من إدارة أعمال العائلة، حيث تخرج في الكلية الحكومية في لاهور، وتمتد مسيرته في السياسة لأكثر من أربعة عقود. بدأ حياته المهنية في الخدمة العامة، رئيساً لغرفة تجارة وصناعة لاهور عام 1985، ثم انضم إلى المجال السياسي على خطى شقيقه الأكبر نواز شريف، حيث تم انتخابه لأول مرة لعضوية جمعية البنجاب عام 1988. وانتخب شهباز شريف عضواً في الجمعية الوطنية الباكستانية خلال الفترة 1990-1993، ثم عضواً في جمعية البنجاب عام 1993 عندما شغل منصب زعيم المعارضة حتى عام 1996. وأصبح عضواً في جمعية البنجاب للمرة الثالثة عام 1997، وانتخب أيضاً رئيساً للوزراء بالإقليم. وبعد عودته من المنفى عام 2008، انتخب عضواً في جمعية البنجاب للولاية الرابعة، كما شغل منصب رئيس وزراء البنجاب للمرة الثانية حتى مارس 2013، حيث أغدق الموارد على الطرق وأنظمة المترو الجديدة في البنجاب. وفي الانتخابات العامة خلال 2013، وصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى السلطة في البنجاب، وبعد ذلك تم انتخاب شهباز شريف رئيساً لوزراء البنجاب للمرة الثالثة. ويتميز شريف بكونه أكثر من استمر في منصب رئيس وزراء ولاية البنجاب. ويتمنع شهباز شريف بعلاقة ممتازة مع الجيش سابقاً، واتخذ نبرة أكثر تصالحية خلال السنوات الأخيرة. وفي الفترة التي سبقت انتخابات 2018، قال شهباز إن البلاد بحاجة إلى "المضي قدماً" وتجاوز الخلافات مع الجيش، عارضاً العمل مع الجنرالات إذا تم انتخابه رئيساً للوزراء.