الموت (Mortem) هو نهاية الدنيا وبداية الحياة الآخرة بمعنى خروج الروح وزوالها من الكائن الحي لتصعد إلى السماء ويبقى الجسد في الأرض ليسجى بها وذلك لأن الإنسان كجسد خلقه الله من طين الأرض لذلك يبقى في الارض أما الروح فأنزلها الله من السماء فتصعد الي السماء. هكذا هي الحقيقة الراسخة ومصيبة الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات والاحباب والاصدقاء فهو الزائر المنتظر لكل كائن حي فكل جسد حي سيموت وكل ذي روح سيشرب من كأس الموت ويتذوقه بموت موعود في أرض محددة بساعتها المكتوبة وبسببها الذي يؤدي الي الموت. فسبحان الحي الدائم الباقي الذي يميت و لا يموت. ولكن هناك أسئلة حائرة عن الأمر المنتظر أولها أن يشعر الإنسان بدنو أجله وموته وهل هناك أشهر في السنة وأيام معينة يكثر فيها الموت وبعد بحث في الأقوال لم نجد تأكيدا للإجابة بل كانت الإجابة بين الشعور واللاشعور فالموت أمر غيبي بيد الخالق مهما جزمنا بذلك وليس للموت أشهر يكثر فيها كذلك رغم أن الاختلافات موجوده لكنها لا تؤكد ذلك يقينا. ومهما يكن في الاسئلة الحائرة والإجابة أذكر أنني كنت يوما في سنوات مضت مع ابني المريض في المستشفى وفي يوم الجمعة وفي لحظة معينة مال برأسه الي يمينه وارتفعت عينه الى السماء وابتسم وفرح وأضاء وجهه وأومأ برأسه وكأنه يكلم أحدا ويقول له نعم وبعدها سعدنا واستبشرنا بما فعل، لكن أنا كأب شعرت أن في الامر سرا وقد يكون أستأذنه ملك الموت وبعدها دخل في صراع مع خروج الروح بالإغماءات واستمر ذلك للجمعة التي بعدها خرجت روحه الى ربها فعندها تأكدت انه قد تكون تلك الابتسامة استئذانا من ملائكة الموت وخاصة وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة وعانى كثيرًا رحمه الله . لذلك كلما ذكر الموت قلت سبحان الدائم الذي لا يموت وتذكرت المثل المتداول الذي يقول جاك الموت يا تارك الصلاة وهذا ينقلنا الي سؤال آخر هل يشاهد الميت ملك الموت الإجابة ستكون بالطبع نعم يشاهده وهو قادم لينزع ويخرج روحه من جسده وهذه حقيقة ثابتة علميا وكذلك قد يلاحظها من كان عند ميت يحتضر فيشاهد كيف تتغير دقائقه الاخيرة حتى تخرج الروح. والسؤال الاخير عن الموت هل نخاف من الموت الجواب يجب ألا نخاف من الموت لأنه مصيبة منتظرة لابد منها ولكن يجب أن نستعد للانتقال من الحياة الدنيا الفانية الى الحياة الأبدية وذلك بالتزود بكل أعمال صالحة تسرنا أن نعلنها على الجميع يوم تكشف فيه كل الاسرار فالحق أبلج وواضح وصريح .. والله أعلم. و(إنا لله وإنا إليه راجعون) وعظم الله أجرنا ورحمنا برحمته التي وسعت كل شيء. ( وقفة ) الموت كأس وكل الناس شاربه والقبر باب وكل الناس داخله لا دار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيها