لوحت روسيا بحرب نووية مدمرة، حال استمرار الوضع على ما هو عليه، إذ حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس (الأربعاء)، من أن "الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية ومدمرة"، مؤكدا أن هناك أسلحة نووية ستستخدم، ودماراً واسعاً سيحل إذا نشبت حرب عالمية ثالثة. وقال لافروف، وفقا لوكالة الإعلام الروسية، إن موسكو التي شنت ما وصفه بأنه عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا الأسبوع الماضي، ستواجه "خطراً حقيقياً" إذا حصلت كييف على أسلحة نووية. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية، متهما أوكرانيا بالمماطلة في المفاوضات مع موسكو بسبب واشنطن. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو "ستواصل مطالبة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بعدم التوسع في شرق أوروبا، محذرةً من إمكانية حدوث صدام مباشر مع حلف الناتو. وأكد نائب وزير الخارجية ألكسندر غروشكو أن وقوع "حوادث محتملة" بين بلاده وحلف شمال الأطلسي أمر "لا يمكن استبعاده بشكل كامل". وأضاف أن موسكو تشعر بقلق بالغ إزاء برنامج توريد الأسلحة لأوكرانيا، مؤكدا أن "كل شيء ينم عن خطر كبير في مثل هذا الوضع". فيما أعلن الكرملين، أمس، استئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، وقال الناطق باسم الكرملين، بينما نقلت وكالة تاس عن الرئاسة الأوكرانية قولها: "سنجري جولة ثانية من المحادثات مع روسيا". وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "نحن جاهزون للمحادثات، لكننا غير مستعدين لقبول الإملاءات الروسية"، موضحا أن "المطالب الروسية لم تتغير عما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل بدء الحرب". وتدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الخميس يومها الثامن، فيما تتصاعد الأمور على الأرض رغم ضغوطات الغرب على موسكو، من خلال عقوبات اقتصادية موجعة، آخرها جاء من واشنطن، حيث أغلقت أمريكا مجالها الجوي بالكامل أمام الطيران الروسي. وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن حاكم كييف أن القوات الروسية تقترب أكثر من العاصمة الأوكرانية، إذ تحاصر القوات الروسية العاصمة الأوكرانية من كافة الجهات، في وقت وضع الجيش الأوكراني الحواجز داخل كييف، بينما دفعت القوات الروسية بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى خاركيف. وأعلن الجيش الأوكراني أن قوات روسية نفذت إنزالاً في خاركيف، وأكد شاهد عيان أن الإنزال تم بالقرب من قاعدة عسكرية ومستشفى، فيما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها تسيطر بالكامل على المركز الإقليمي لمدينة خيرسون جنوبأوكرانيا، فيما طالب عمدة خيرسون بفتح ممر آمن لإجلاء الجرحى وإدخال المواد الطبية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس، إن قرابة ستة آلاف روسي قتلوا في الأيام الستة الأولى من الغزو الروسي لبلاده، مضيفا أن الكرملين لن يستطيع السيطرة على أوكرانيا بالقنابل والضربات الجوية. وأضاف "إنهم لا يعلمون شيئا عن كييف، عن تاريخنا لأنهم جميعا تلقوا أوامر بمحو تاريخنا ومحو بلدنا ومحونا جميعا". وأضاف: "الكرملين لن يستطيع السيطرة على بلادنا بالقصف والقنابل". وحض بلدان العالم على عدم الوقوف على الحياد. إلى ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن قلقه "البالغ" إزاء ما وصفه بالتهديدات النووية ومخاطر الأمن والسلامة والأضرار المحتملة لأي منشأة نووية في أوكرانيا بعد العملية العسكرية الروسية في أراضيها. ودعت بعثة الاتحاد الأوروبي في فيينا عبر بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "البقاء على اتصال وثيق مع السلطات الأوكرانية للاستفسار عن تداعيات أنشطة القوات الروسية في محطة تشرنوبل النووية وما حولها". وأبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخوفها من تسرب اشعاعات نووية بسبب العمليات العسكرية، وأضافت أن "النزاع العسكري في دولة تملك منشآت نووية أمر مقلق". ولفتت الى أنها "تراقب عن بعد سلامة المنشآت النووية في أوكرانيا". وقال البيان إن الهجوم على أوكرانيا "يؤثر على الأمن النووي"، بسبب احتمالية الوصول إلى المواد والمرافق النووية.