يعرف التعلق بأنه نظام ديناميكي من المواقف والسلوكيات التي تساهم في تكوين رابطة محددة بين شخصين؛ التعلق تصرف فطري يستمر ويتغير ببطء شديد بمرور الوقت لأنه سلوك يتجلى في شخص يحصل على القرب أو يحافظ عليه من شخص آخر يعتبر قادرًا على مواجهة العالم بشكل مناسب معه؛ ولكن أسلوبنا في التعلق يؤثر على كل شيء من اختيار شركائنا إلى مدى تقدم علاقاتنا معهم وللأسف كيف تنتهي تلك العلاقة؛ يحافظ الأشخاص ذوو أسلوب التعلق الآمن على قرب صحي من الأشخاص الآخرين؛ لأنهم لا يخافون من القرب والألفة ولا يعتمدون عليهم بطريقة مرضية؛ لكن من ناحية أخرى يتجنب الأشخاص الذين لديهم أسلوب ارتباط غير آمن التقارب مع الآخرين أو أن وجودهم بالكامل يعتمد على ذلك فالتعلق المفرط منهك لأنه يفرض مطالب مبالغا فيها على الآخرين تسبب قلقا وتشبثا؛ وعندما لا يتم تلبيتها يشعر الأفراد المرتبطون بقلق بشأن الالتزام طويل الأمد واستمرار العلاقة مع شركائهم؛ على عكس الأزواج المرتبطين بأمان يميل الأشخاص الذين لديهم ارتباط مرضي إلى أن يكونوا يائسين لتكوين رابطة علاقة خيالية بدلاً من الشعور بالحب الحقيقي أو الثقة تجاه شريكهم؛ وغالبًا ما يشعرون دائماً بالجوع العاطفي ويبحثون كثيرًا عن شريكهم لإنقاذهم أو إكمالهم على الرغم من أنهم يسعون للشعور بالأمان من خلال التشبث بالشريك بشكل خانق يحول العلاقة إلى علاقة دراماتيكية مليئة بالتقلبات. أبسط مشاعر الحب الآمن هي الشعور أو الاستعداد للشعور بالارتباط الصحي؛ فالحب الآمن يمكن أن يتضمن مكونا من المشاعر التالية على سبيل المثال النشوة؛ الفرح؛ الإحساس بالمودة؛ الأمان الحميمية؛ الثقة؛ أما الحب غير الآمن المرضي يعاني أصحابه بشكل مستمر من الخوف أو الغضب أو الاستياء والحزن والألم العاطفي وخيبة الأمل والغيرة وهذا الجزء يؤثر بشكل سلبي على الحب الآمن والذي بدوره يؤثر على شعور الفرد تجاه الارتباط واستمراره. في حين أن الرحلة نحو الشفاء من التعلق المرضي قد تبدو شاقة؛ إلا أن هناك إجراءات يمكن أن يتخذها الشخص للشفاء؛ منها العلاج النفسي الذي يعمل على تحديد وفهم الأفكار والسلوكيات التي تؤثر بالسلب على العلاقة؛ كذلك اللجوء للقراءة لتحسين وتعميق علاقاتنا بالآخرين؛ ثم التعامل بذكاء عاطفي وهو عامل مهم ينتج عن القراءة يجعلنا نتعامل مع مشكلة التعلق بطريقة صحية؛ ثم التحدث مع الشريك عن مخاوفك المستمرة وتكوين صداقات مع أفراد يساعدونك على التعرف على أنماط سلوكية جديدة يمكن اعتمادها؛ وفى حال التحدث مع الطبيب النفسى يجب ترتيب الأوراق أولاً فإذا كان الشخص يعاني من صدمة فى الطفولة يجب أن يتحدث عنها لأن صدمات الطفولة تؤثر على الإحساس بالأمان الذى يتحول بعد عدة سنوات لمرض تعلق بالآخرين يفقد الشخص توازنه العاطفي وعدم ثقة في قدرته على التواصل مع الآخرين.