لا يزال الغموض يكتنف مصير الانتخابات النيابية والرئاسية الليبية، بعد أن فشلت السلطات بإجرائها في الوقت المحدد لها الشهر الماضي (24 ديسمبر 2021)، بينما تتواصل تواصل الدعوات الدولية للتمسك بهذا الاستحقاق وإن تأجل، فيما اعتبر سفير أمريكا ومبعوثها الخاص ريتشارد نورلاند، أن الفترة الحالية هي فترة اختبار، مؤكدا أن السياسة الليبية معقّدة، وأن الفترة الحالية التي تعيشها البلاد أشبه ب"اختبار لحسن نية القادة الليبيين الذين يقولون إنهم ملتزمون بالانتخابات". ويرى نورلاند أن ظهور بعض الترشيحات المتناقضة في وقت متأخر نسبياً في العملية الانتخابية أدى إلى مخاوف من اندلاع أعمال عنف، وهو ما دفع إلى توقف مؤقت للاقتراع على الأقل، فيما التقى القائد العام المكلف بالجيش الليبي الفريق عبد الرزاق الناظوري، ورئيس أركان الجيش بطرابلس الفريق محمد الحداد، أمس في مدينة سرت، ليبحث سبل توحيد المؤسسة العسكرية. وكشف عضو اللجنة العسكرية 5+5 ومدير مكتب القائد العام للجيش الليبي، الفريق خيري التميمي، أن اللقاء استكمال لاجتماع سابق في إطار برنامج لتوحيد المؤسسة العسكرية وزرع الثقة بين الطرفين، مضيفا أن هذه الخطوة تمشي في الطريق والاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن لقاء اليوم ستحضره كذلك شخصيات عسكرية من الطرفين. ويعتبر الاجتماع هو الثاني بين الناظوري والحداد، اللذين التقيا قبل نحو شهر، في مشاورات تاريخية، اتفقا خلالها على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخلات أجنبية، وتحدثا عن تقارب في وجهات النظر بين الطرفين، في خطوة لاقت ردود فعل إيجابية من القوى السياسية المحليّة أو الدولية ومن الأممالمتحدة، كما يعد هذ التقارب أهم تقدم باتجاه توحيد ليبيا ومؤسساتها، خاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية، التي تعيش على وقع انقسام منذ أكثر من 7 سنوات، ما انعكس سلبا على الوضع الأمني في ليبيا.