ما هي سلبيات الإجازة الصيفية وآفاتها وما علاج ذلك يإيجاز ودمتم؟ طارق المعبي جدة لا شك ان الاجازة الصيفية متنفس للطلاب ليستعيدوا من خلالها نشاطهم ويدفعوا الملل عن أنفسهم بعيدا عن المغريات التي تجتذبهم ولا سيما القنوات الفضائية وما تبثه من سموم وهذا ما يلقي بالمسؤولية على الآباء والمربين في توظيف أوقات الفراغ واستثمار طاقات الشباب فيما يفيد حتى لا يقعوا فريسة سهلة بين يدي قرناء السوء، لأن من قرأ سيرة أولئك الشباب سيجد ان نسبة المخالفات الخلقية تتناسب مع زيادة أوقات الفراغ، ولذا تنتشر بينهم ظاهرة اشغال وقت الفراغ بعيدا عن المراقبة، بالتجول في الشوارع والاسواق دون مسوغ نافع، فيمارسون هدر الوقت في تتبع العورات، وكذا الجلوس في المقاهي وعلى جوانب الطرقات، مع افساح المجال للعنصر الفاسد ان يؤدي دوره، ويصول ويجول ليشجعهم على المفاسد ويجرهم الى العادات الضارة، انها قد تكون ساعات قاتلة، بل هي قاتلة فعلا، وقد يقضي الشاب جل وقته مع الفضائيات فتنقطع علاقاته العاطفية والاجتماعية، وسيعاني من الصراع مع ذاته أولا، ثم مع أهله ومجتمعه، وسيشعر بالنقص والكبت والحرمان، ثم يصبح مصدر ازعاج بخروجه على المألوف، وانعدام التزامه وجهله بحقوقه وحقوق الآخرين، ومن ثم الهروب الى الممنوع، وبهذا نعلم ان من حق الآباء والمربين إذاً أن يحذروا آفات الفراغ، وان يحصنوا النفوس من شرورها، وما أصدق كلمة الفاروق عمر بن الخطاب حينما قال لعامله: (إن هذه الأيدي لابد ان تشغل بطاعة الله قبل ان تشغلك بمعصيته). ومن هنا لابد من السيطرة على وقت الفراغ وتصريفه في قنواته المناسبة حتى نضمن للأمة ارتقاءها بطاقات ابنائها، ويكسبها مناعة ولقاحا في وجه السموم والاوبئة الفكرية، ويتيح للامة القدرة على سد منافذ الانحراف السلوكي.