أكد ل"البلاد" مختصون أن المتحور أوميكرون الذي تم رصده في جنوب أفريقيا ليس فيروسًا جديدًا كما يتحدث عنه البعض ويثير المخاوف لدى أفراد المجتمع لكونه أخطر شراسة ، مبينين أن " أوميكرون " هو متحور نتج عن فيروس كوفيد-19 وليس فيروسًا مستقلًا. وقالوا أن التحورات الجديدة لفيروس كورونا تزيد انتشاره وليس خطورته أو الصورة السريرية أو الإكلينيكية للأعراض، إذ إنه بالرغم من إنتاج عدد من اللقاحات، فإن فيروس كورونا ما زال ينتشر بشكل كبير، كما رصد تحورات كثيرة للفيروس، ما أدى إلى زيادة سرعة انتشاره في بعض الدول ، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة اخذ التحصينات وتنفيذ الاحترازات الصحية واستخدام الكمامة . في هذا السياق دعا أمين عام اتحاد المستشفيات العربية أستاذ الصحة العامة وطب الأسرة والمجتمع البروفيسور توفيق أحمد خوجة، جميع المواطنين والمقيمين بالتحصين بجرعات كورونا ، أما الذين مضى 6 أشهر على اكتمال تلقيهم التحصين بجرعتين، فعليهم الحرص على الجرعة التنشيطية (المعززة)، موضحًا أن أهمية هذه الجرعة تكمن في كونها تعطي الجهاز المناعي قوة إضافية، حيث تكون استجابة الأجسام المضادة والخلايا التائية الوسيطة قوية جدًا، بجانب قدرة الجسم أكثر في مواجهة السلالات الجديدة التي تنتج بسبب تحورات الفيروس، وبالتالي فإن الشخص الذي يحصل على الجرعة المعززة سيكون أكثر قدرة في التصدي للسلالات الجديدة، والسبب قوة السلالات الجديدة في الانتشار والتغلغل في أجساد البشر. من جانبه قال استشاري وخبير الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور أمجد الخولي ، إن التحورات الجديدة لفيروس كورونا تزيد انتشاره وليس خطورته أو الصورة السريرية أو الإكلينيكية للأعراض، إذ إنه بالرغم من إنتاج عدد من اللقاحات، فإن فيروس كورونا ما زال ينتشر بشكل كبير، كما رصد تحورات كثيرة للفيروس، ما أدى إلى زيادة سرعة انتشاره في بعض الدول، وعادت إلى الإغلاق الجزئي أو الكلي، وسادت حالة من القلق على مستوى العالم، وكل ذلك يدعو إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية. ولفت إلى أن جميع الفيروسات تتغير مع مرور الوقت، وهذا يشمل جائحة (كوفيد 19)، فحتى الآن تم التعرف على مئات الأنماط المختلفة لهذا الفيروس في جميع أنحاء العالم، ويتم متابعة ذلك عن كثب، لم يكن بمعظم التغيرات التي طرأت على هذا الفيروس، سوى تأثير ضئيل أو معدوم، على انتقال العدوى أو شدة المرض. وحول الجرعة المعززة قال الخولي :هناك فئات لا بد لها أن تحصل على الجرعة الثالثة قبل الآخرين، إذ قد تكون هذه الفئات نسبة ضئيلة من السكان في مختلف الدول، لكنها تشكّل الفئات السكانية الأكثر عُرضة للخطر من جرّاء ضعف المناعة، وخصوصاً عندما يكون هناك دليل على ضعف المناعة ضد الأمراض الشديدة والوفاة. وفي السياق يقول استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف: بشكل عام الفيروسات تمتلك خاصية التحور الجيني، وقد كشفت دراسات عديدة أن كوفيد 19 تحوّر جينيًّا مما اكتسبه خصائص في الانتشار أكثر من السابق، إذ يلاحظ أن الفيروس ومنذ رصده لأول مرة كان سريع الانتشار مما يؤكد على تمتعه بصفات قوية اكسبته الهيمنة في خاصية الانتشار والبقاء لمدة زمنية أطول. وأكد الشريف أن فيروس كورونا المستجد يعد الآن أقوى فيروس شهده التاريخ إذ أصاب الملايين وأودى بحياة الآلاف، وهو ما يدعو من جميع أفراد المجتمعات بالحرص على التطعيمات والتحصين المعزز وعدم التهاون والتساهل بالاشتراطات الصحية، فخطورة كورونا ما زالت قائمة والوقاية تمثل أهم سبل مكافحته وتطويق فيروسه الشرس. ويتفق استشاري الفيروسات الدكتور معتز حسن مع الآراء السابقة ويقول:جميع اللقاحات الموجودة لمواجهة كورونا – بإذن الله- قادرة على مواجهة السلالات الجديدة، ولكن علمياً تظل هناك مخاوف من أن تكتسب هذه السلالات قوة تمنحها القدرة على مواجهة اللقاحات، لذا فأن خير نصيحة هي التقيد بالتدابير الاحترازية وعدم التراخي والتساهل، فالعالم أمام فيروس شرس أصاب الملايين. سر تسمية المتحور الجديد من فيروس كورونا "أوميكرون" أطلقت منظمة الصحة العالمية اسم "أوميكرون" على السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وهو الحرف الخامس عشر في الأبجدية الإغريقية. ويشير هذا الحرف الى النجم الخامس عشر من حيث السطوع في مجموعة كوكبة السماوية، وهي تدل على المنطقة التي تظهر فيها مجموعة محدودة من النجوم. وقد أطلق عليه في البداية اسم "بتسوانا" لأنه ظهر لأول مرة في دولة بتسوانا، قبل أن يظهر مرة أخرى في جنوب إفريقيا. حيث اعتادت منظمة الصحة العالمية منذ ظهور كورونا على استخدام أحرف الأبجدية اليونانية، كحروف ألفا، وبيتا، وغاما، ودلتا لتسمية المتحورات الجديدة. وأعلن عن السلاسة الجديدة من هذا الفيروس للمرة الأولى في جنوب إفريقيا يوم 24 من نوفمبر الحالي، ارتفع عدد الإصابات به بشكل حاد خلال الأيام الماضية. وأكدت المنظمة العالمية أن السلالة الجديدة لها عدد كبير من الطفرات، وبعضها مثير للقلق، مضيفة أن المعطيات الأولية تشير إلى خطر أكبر للإصابات المتكررة بهذه السلالة بالمقارنة مع السلالات الأخرى.