تحركات مريبة تقوم بها المليشيات الموالية للخارج في العراق، سعياً منها لتقويض الأمن والاستقرار، مستخدمة السلاح المنفلت في ترويع الآمنين، والتربص برئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الذي يواصل محاربة الإرهاب، والفساد، ويضيق الخناق على المليشيات الإجرامية لكي لا تعبث بالعراق، لذلك يحاولون بشتى السبل لاستهدافه، مستندين على جهات داعمة لهم من الخارج. وآخر فصول إجرام المليشيات هو تخريب ممثلي الفصائل المسلحة لوسط بغداد، واستهدافه بالصورايخ، والأسلحة الثقيلة، وتجمع بعضهم خارج المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، غير أن قوات الأمن تقف لهم بالمرصاد، إذ اندلعت اشتباكات بين الطرفين في وقت سابق على خلفية رفض الفصائل المسلحة نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في العاشر من أكتوبر، وأظهرت تراجع تحالف الفتح السياسي عشرات المقاعد عن الانتخابات السابقة التي جرت في 2018. وتوالت الهجمات الإرهابية من قبل الفصائل المسلحة، للحد الذي استهدفت فيه منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بثلاث طائرات مسيرة مفخخة، ما أدى إلى إصابة عدد من عناصر حمايته بجروح، إذ رجح مسؤولون أمنيون رسميون ومحللون، تورط العصائب في محاولة اغتيال الكاظمي، لا سيما أن زعيمها قيس الخزعلي كان توعد سابقا رئيس الوزراء العراقي. ولا تزال تداعيات محاولة اغتيال الكاظمي تلقي بظلالها على الساحة السياسية في البلاد، لا سيما مسألة تشكيل الحكومة المقبلة، إذ تتمسك الميليشيات بمحاولة فرض توجهاتها على المشهد السياسي، ملوحة بالفوضى، فيما اعتبر عدد من المراقبين أن استهداف منزل رئيس الوزراء في المنطقة الخضراء وسط بغداد سلط الضوء على كيفية تشكيل الميليشيات تهديدًا للمؤسسات الرسمية العراقية. وقال الخبير في شؤون الميليشيات بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى حمدي مالك، وفقاً صحيفة "وول ستريت جورنال": "لقد بعثت الميليشيات برسالة واضحة للغاية مفادها أنها مستعدة لإحداث الفوضى إذا لم يُسمح لها بالمشاركة في تشكيل الحكومة"، بينما يرى كبير المحللين في مركز "مجموعة الأزمات الدولية"، أن المسيرات التي أطلقتها الميليشيات مستهدفة الكاظمي أضرتها أكثر مما نفعتها، وكشفت أنها مقوضة للاستقرار والأمن في العراق. يذكر أن مسؤولين أمنيين عراقيين ومصادر مقربة من الفصائل المسلحة أفادت أن استهداف الكاظمي أتى من قبل جماعة مسلحة مدعومة من الخارج قد تكون عصائب أهل الحق أو كتائب حزب الله.