عاد الهدوء إلى العاصمة العراقيةبغداد، أمس السبت، بعدما تراجعت ميليشيا "عصائب أهل الحق" عن حشد مسلحيها ومحاصرة مقرات أمنية للضغط على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للإفراج عن ثلاثة من مسؤوليها بينهم قيادي كبير لضلوعهم في قصف السفارة الأمريكية بصواريخ الكاتيوشا قبل أسبوع، إثر تحدي الكاظمي للميليشيا وإعلانه الاستعداد للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر، قارنًا ذلك بانتشار واسع للقوات الأمنية في بغداد لحفظ الأمن والتعامل مع أي تجاوزات. جاء ذلك بعدما دفعت ميليشيا عصائب أهل الحق الموالية لإيران التي يقودها قيس الخزعلي بعناصرها المسلحة إلى الانتشار في مناطق من العاصمة ليل الجمعة، احتجاجًا على اعتقال ثلاثة من مسؤوليها بينهم قيادي كبير لضلوعهم في قصف المنطقة الخضراء وسط بغداد مستهدفين السفارة الأمريكية بداخلها بصواريخ الكاتيوشا الاحد الماضي. وفي المقابل، تم الدفع بتعزيزات من القوات الأمنية بمعداتها وعناصرها المدججة بالسلاح في مناطق العاصمة المهمة لمنع اي اختراق أمني، خاصة بعد أن هددت هذه الميليشيا الحكومة بتنفيذ عمليات مسلحة ضد مقار أمنية في حال عدم اطلاق الثلاثة. وتحدى الكاظمي الميليشيات التي وصفها بالجماعات المغامرة الخارجة على القانون مشددا بالقول "مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر". وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن: "أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات، عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون، طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية اخرى، ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر". وترافقت هذه التطورات مع ما كشفت عنه وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية في تقرير لها إلى الجهات الأمنية العليا، من توافر معلومات عن عزم مجموعة من فصائل الحشد التابعين إلى عصائب أهل الحق بتحشيد مجموعة والتوجه إلى مقر وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في منطقة الكرادة والمقرات التابعة لها في بقية المناطق ضمن بغداد، وسيستعينون بقوة من مقر اللواء في معسكر التاجي يحمل عناصرها أسلحة ثقيلة ومتوسطة لغرض مساندتهم لاطلاق سراح عناصرها المحتجزين. وكانت هيئة الحشد الشعبي قد شكلت لجنة للتحقيق في قصف السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء الأحد، وأوصت باعتقال ثلاثة من المشتبه بتورطهم في القصف، قامت اثرها قوات أمنية خاصة باعتقالهم للتحقيق معهم وبينهم قيادي كبير بميليشيا عصائب أهل الحق. وأشارت مصادر عراقية إلى أن الموقف الأمني في العاصمة كان على وشك الانفجار ليل الجمعة، ما استدعى تدخل مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ورئيس تحالف الفتح هادي العامري لتهدئة الموقف والتحذير من جدية تهديد الكاظمي، ما أرغم الخزعلي على التراجع وتوجيه مسلحيه بعدم التصعيد والانسحاب من الشوارع لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة، الأمر الذي أعاد الهدوء الى شوارع بغداد. ورغم الهدوء المؤقت يرجح المراقبون تجدد التصعيد واشتعال المواجهة بقوة ، إذا أصرت الميليشيات على تجاوز القانون والعدوان على سيادة وهيبة الدولة، إذ بحسب المصادر، اشترطت عصائب أهل الحق لحل الأزمة مع الحكومة، الافراج عن معتقليها خلال 48 ساعة، فيما رفض الكاظمي إطلاقهم قبل انتهاء التحقيقات وصدور قرار قاضي التحقيق حول مصيرهم. وكانت الميليشيات الموالية لإيران قد استهدفت السفارة الأمريكية في بغداد ب 21 صاروخًا الأحد، في أكبر هجوم على المنطقة الخضراء منذ عام 2010، في وقت يعمل الكاظمي على إخراج العراق من ساحة الحرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة، بينما ترهن الميليشيات مصير البلاد بمشروع الملالي العدائي في العراق والمنطقة. صورة الكاظمي يتفقد القوات الأمنية في بغداد صورة انتشار أمني في بغداد