تتوحد كلمة السودانيين على لفظ جماعة الإخوان المسلمين، فعلى الرغم من الانقسامات بمجلس السيادة والملاسنات بين أعضائه من مدنيين وعسكرين، يتوحد الطرفان على إقصاء تنظيم الإخوان من المشهد السياسي، إذ تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بتطهير القوات المسلحة من عناصر تنظيم الإخوان الذين عملوا إبان عهد نظام الرئيس السابق عمر البشير، والنأي بها عن أي ميول وانتماءات سياسية. وبعد التوتر الذي شهدته العلاقة بين المكونين السياسي والمكون في البلاد، شدد البرهان على أن القوات المسلحة هي الأكثر حرصا على حماية المرحلة الانتقالية في البلاد، مؤكدا أنه لا يمكن التفاوض مع جهات تخوِّن المؤسسة العسكرية. وقال أمس (الأحد): "سننسحب من المشهد السياسي بعد الانتخابات في السودان"، مشيرا إلى أن القوات المسلحة حريصة أشد الحرص على الانتقال للمرحلة الديمقراطية، وملتزمة بعدم السماح بالانقلاب على الثورة، موضحا أن المؤسسة العسكرية ليست مؤسسة حزبية، مضيفاً في الوقت عينه أنها وصية على أمن الشعب السوداني، رافضا في الوقت ذاته الجلوس مع جهات سياسية تخون القوات الأمنية، قائلا إنه يرفض التفاوض مع جهات مزدوجة الولاء، كما شدد على حرص المؤسسة العسكرية على العمل من أجل التغيير الحقيقي، داعياً لإجراء الانتخابات في موعدها. ولحل أزمة شرق السودان، وصل إلى بوتسودان أمس وفد سيادي يترأسه عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الذي دعا إلى التعامل مع ملف شرق السودان بحكمة وتروٍّ، ممتدحاً التناغم بين أجهزة حكومة ولاية البحر الأحمر وحسن إدارتها للأزمة الحالية، خاصة لما لها من تداعيات كبيرة على كافة البلاد. وشدد على أهمية التوصل لحل نهائي يعالج جذور المشكلة الحالية، وفق مقاربة شاملة تخاطب مخاوف ومشاغل جميع الأطراف.