ارتفعت المخاوف من قمع النساء في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على مفاصل الدولة، ما دفع العديد من الأفغانيات لإطلاق تظاهرات وحملات على مواقع التواصل لمواجهة القمع النسائي، مطالبات بحقوقهن التي تعهدت بها الحركة لحظة تسلمها مقاليد الحكم. وأطلقت المؤرخة الأفغانية – الأمريكية بهار جلالي، حملة تسلط الضوء على الألوان النابضة بالحياة للفساتين الأفغانية التقليدية والملونة، مشددة على أهمية ترك الحرية للمرأة فيما تود لبسه دون تقييدها بلبس العباءة وتغطية الوجه. وقالت جلالي، التي تعيش في جلينوود بولاية ماريلاند، إنها كانت قلقة للغاية من أن يتم تحريف تراث وثقافة بلادها، وفقا لوكالة "فرانس برس"، لذلك ابتكرت وسم "لا تلمس ملابسي" لتنشر النساء صورهن وهن يرتدين ملابس أفغانية ملونة ومطرزة مبتسمات للكاميرا. وتأتي الحملة التي أطلقتها جلالي، تزامنا مع تشريعات وقوانين عدة أعلنتها طالبان وفيها قمع للمرأة، حيث منعتهن من التوجه إلى أعمالهن وحرمتهن مؤقتا من ممارسة أي عمل في القطاع العام. وفي سياق آخر، علّقت حركة طالبان على رافعات جثامين أربعة خاطفين، بعدما قتلهم عناصرها بالرصاص في مدينة هرات مركز المحافظة، مبررة بان ذلك يجعلهم "عبرة" للآخرين وفق ما قال مساعد حاكم الولاية مولوي شير أحمد مهاجر لوكالة "فرانس برس"، بينما نددد المجتمع الدولي بما يحدث من جانب طالبان. ويزعم ماهجر أن الجثامين عُرضت في أنحاء من المدينة سبق أن شهدت عمليات خطف "لجعلهم عبرة لغيرهم من الخاطفين لنهيهم عن الخطف أو المضايقات"، مضيفا أن حركة طالبان تريد "إفهام الجميع أن أي سارق أو خاطف أو مرتكب أي فعل بحق شعبنا سيعاقب". وعلى شبكات التواصل الاجتماعي جرى تداول مشاهد تظهر جثثا مضرّجة بالدماء، ملقاة في صندوق شاحنة "بيك آب" فيما علّقت جثة رجل على رافعة، بينما يظهر تسجيل فيديو آخر رجلا معلّقا على رافعة عند مستديرة في هرات، وعلى صدره لافتة كتب عليها "هكذا سيعاقب الخاطفون". وهذا العقاب العلني هو الأبرز منذ استولت طالبان على السلطة في أفغانستان الشهر الماضي؛ ويبدو أن الحركة تستخدم هذا النهج لإظهار استعدادها لاتّخاذ تدابير لا رحمة فيها مماثلة لتلك التي طبّقتها بين عامي 1996 و2001.