بينما تبحث مجموعة الدول السبع الكبرى اليوم (الثلاثاء)، الأزمة الأفغانية، دعت حركة طالبان أمس المواطنين الأفغان العودة إلى منازلهم وعدم الخوف، وذلك خلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، الذي أكد أن الحركة دعت علماء الدين للتعاون من أجل صالح المواطنين الأفغان، بعد العفو الذي أعلنته، في وقت سابق، لجميع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، بمن فيهم الرئيس أشرف غني، مؤكدة أنه يمكنهم العودة والعيش في أفغانستان. وقال المسؤول في حركة طالبان، خليل الرحمن حقاني، وفقا لقناة "جيو" الباكستانية، إن طالبان تعفو عن الرئيس الأفغاني أشرف غني ونائب الرئيس عمرو صالح، وتدعوهم للعودة إلى البلاد إذا رغبوا في ذلك، مضيفاً: "لا عداوة بين طالبان والرئيس السابق أشرف غني ونائبه أمر الله صالح ومستشار الأمن القومي حمد الله محب. نسامحهم وكل من حارب ضدنا، انتهاء إلى الشخص العادي"، حاثا الأفغان الفارين من البلاد على عدم القيام بذلك، معتبرا أن الدعاية القائلة بأن طالبان ستنتقم منهم "ينشرها الأعداء"، كما بعث بتطمينات إضافية قائلاً: "نمنح الأمان لجميع الجنسيات التي تعيش في البلاد، فالطاجيك والبلوش والهزارة والبشتون جميعهم إخواننا". في غضون ذلك، قال الجيش الألماني، أمس، إن اشتباكاً بالأسلحة النارية وقع بين قوات الأمن الأفغانية ومهاجمين غير معروفين عند مطار كابل، ما أسفر عن مقتل عنصر في قوة الأمن الأفغانية وإصابة ثلاثة آخرين، مبينا أن قوات أمريكية وألمانية شاركت في الاشتباكات، وأضاف: "لا إصابات بين صفوفنا خلال الاشتباكات عند مطار كابل الذي تستمر عمليات الإجراء عبره". وخلال اجتماع قادة مجموعة الدول السبع (بريطانيا، الولاياتالمتحدة، إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، اليابان، وكندا) اليوم، تعتزم بريطانيا حث زعماء العالم على النظر في فرض عقوبات جديدة على حركة طالبان حال ارتكابها الانتهاكات. وقال مسؤول حكومي بريطاني، إن بريطانيا تعتقد إن على مجموعة السبع بحث فرض عقوبات اقتصادية ووقف المساعدات، إذا ارتكبت طالبان انتهاكات ضد حقوق الإنسان وسمحت باستخدام أراضيها كملاذ آمن للمتشددين. من جهتها، حذرت حركة طالبان من تأجيل انسحاب القوات الأجنبية من أراضيها، بعد أن ترددت أنباء تفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني، سيطلب بشكل شخصي من الرئيس الأمريكي جو بايدن تأجيل الموعد النهائي للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان. وقال متحدث باسم حركة طالبان سهيل شاهين، وفقا ل"سكاي نيوز" أمس، إن الحركة أصدرت تحذيرا بشأن تأجيل انسحاب القوات الأجنبية. وأضاف: "هذا خط أحمر. لقد أعلن الرئيس جو بايدن أنه سيسحب كل القوات العسكرية في 31 أغسطس. ولن نقبل بالتأجيل"، رافضاً منح واشنطن ولندن مهلة إضافية للإجلاء. إلى ذلك، أعلنت حركة طالبان الأفغانية، أمس، أنها بدأت في محاصرة ولاية بنجشير، في انتظار دخولها بطرق سلمية، داعية المسؤولين المحلّيين بالولاية المعروفة ب"الأسود الخمسة" إلى الاستسلام، مؤكدة أنها تريد حل الأزمة دون قتال. وبقيت "بنجشير" الولاية الوحيدة في أفغانستان خارج سيطرة حركة "طالبان"، حيث يطالب القيادي العسكري أحمد مسعود، نجل القيادي الراحل أحمد شاه مسعود، بمفاوضات مع طالبان قبل دخول "الأسود الخمسة". وتعد بنجشير هي واحدة من 34 ولاية في أفغانستان، ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، معظمهم (98.9%) من الطاجيك. وقال متحدث باسم طالبان، إن الحركة تتفاوض مع المسلحين في بنجشير لتجنب الحرب وإراقة الدماء. وأضاف المتحدث "استعدنا المناطق جميعها في بغلان التي سيطر عليها مسلحون سابقا"، فيما قال متحدث باسم القوات المناهضة لطالبان إن "قواتنا في بنجشير جاهزة للمقاومة"، مؤكدا أن هناك آلاف المقاتلين في المنطقة بقيادة أحمد مسعود، وأن قواته ستسعى للسلام قبل الدخول في الحرب، داعيا الحركة للدخول في مفاوضات جادة.