جاءت موافقة مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت يوم الثلاثاء الثاني من شهر جمادى الآخرة الماضي على نظام أندية السيارات والدراجات النارية لدعم وتعزيز المشاركة السعودية في رياضة سباقات السيارات والدراجات النارية في المنافسات القارية والدولية والعمل بشكل احترافي ومنظم لهذه الرياضة داخل المملكة وفق القواعد والأنظمة الدولية. وهدف النظام إلى استثمار أوقات فراغ الشباب وإيجاد الأماكن المناسبة دولياً لممارسة هواية رياضة السيارات والدراجات النارية , وفتح مدارس لتعليم مهارات رياضة السيارات والدراجات النارية وفق القواعد والأنظمة المعتمدة من الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية. وتوج القرار الشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب في تنمية وتطوير سياحة الرياضة والمغامرات. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب قد وقعتا في العام 1425ه مذكرة تعاون ترمي إلى تعميق ثقافة السياحية الرياضية، والتنسيق في مجال تبادل المعلومات والبيانات والمستجدات عن البرامج والأنشطة الرياضية بشكل دوري لتضمينها في الروزنامة السياحية، وكذلك التعاون في تسويق فعاليات السياحة الرياضية، فضلاً عن تطوير المنتجات الرياضية الجديدة بمشاركة القطاع، واستغلال المنشئات الرياضية الضخمة في المملكة بما فيها منشئات الأندية في الأنشطة السياحية وتحديد تلك الأنشطة. وخاضت الهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب وشركائهما عددا من التجارب المتميزة في سياحة الرياضة والمغامرات. فقد شارك الطرفان بالتعاون مع أمارة القصيم في تنظيم بطولة القصيم للتطعيس 1426ه والتي حضرها أكثر من 160 ألف زائر وتجاوزت النفقات التي ضخها السياح خلال أيام البطولة 18 مليون ريال. وفي عام 1427ه شاركتا في أول رالي صحراوي تنظمه المملكة، وهو رالي حائل "تحدي النفود الكبير" الذي نظمته هيئة تطوير منطقه حائل بالتعاون مع بعض مؤسسات القطاع الخاص. وكان لهذا الرالي دور كبير في زيادة التدفقات المالية ومشاركه المجتمعات المحلية في منطقه حائل بشكل لافت بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات السياحية في المنطقة. وتعول الهيئة كثيراً على الإتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية واعتماد نظام أنديه السيارات والدراجات النارية في تحسين الإجراءات الحكومية في مجال رياضات السيارات والدرجات النارية. وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار والرئاسة العامة لرعاية الشباب جنباً إلى جنب لتطوير السياحة الرياضية في مختلف مناطق المملكة، وقد أكدت استراتيجية تنمية السياحة الوطنية المقرة من مجلس الوزراء أهميه تنميه نمط سياحة الرياضة والمغامرات في المملكة نظرا لما تتمتع به المملكة من مقومات جيوغرافية وبيئية تستوعب إقامة العديد من المسابقات الرياضية التي تستهوي السياح، خصوصاً فئة الشباب الشريحة الأكبر في المجتمع السعودي حسب بعض الإحصائيات الرسمية. وتشير إحصاءات الهيئة إلى أن عدد الرحلات السياحية المرتبطة بنمط الرياضة والمغامرات في عام 2007م تجاوز مليوني رحلة سياحية، وقد بلغ إنفاق السياح المحلين الذين قصدوا الفعاليات الرياضية المدعومة من الهيئة حوالي 185 مليون ريال حسب مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس). وتحظى خطة تطوير سياحة الرياضة والمغامرات بمتابعه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب. وقد بادرت بعض مجالس التنمية السياحية وأجهزة السياحة بالمناطق والقطاع الخاص في بعض المناطق والمجتمعات المحلية بالمساهمة في تنظيم عدد من فعاليات السياحة الرياضية. كما أطلقت الهيئة جملة من البرامج المعنية بتطوير سياحة الرياضة والمغامرات ومن ذلك: برنامج تطوير الفعاليات السياحية، وبرنامج دعم منظمي الرحلات السياحية. علاوة على العمل على تطوير منتجات رياضية جديدة مثل: تسلق الجبال، والتزلج على الرمال، وعروض الطيران، والرياضات البحرية، والرياضات الشاطئية، وراليات وسباقات السيارات والدرجات النارية، وغيرها. كما قامت الهيئة بدعم بطوله القارات للزوارق السريعة فورمولا 2000 في عام 1428ه وذلك في محافظه القحمة بمنطقه عسير تجاوز الحضور 50 ألف زائر. وفي عامي 1428ه و1429ه، قامت الهيئة بدعم ورعاية مهرجان أبحر السياحي والذي ضم ضمن فعالياته بطولة العالم للزوارق السريعه فورمولا 2000 وبطولة المملكة للجيت سكي، وقد تجاوز الحضور لهذا المهرجان نصف مليون زائر حسب دراسة إحصائية نفذها مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس). وتعمل الهيئة على تطوير بعض الأنشطة الرياضية - غير التنافسية - والتي تستهوي بعض السياح، ففي عام 2007م قامت الهيئة بتحديد وتخطيط مواقع لرياضة تسلق الجبال والمشي في المناطق الوعرة، وقد أصدرت الهيئة دليلاً يحتوي على معلومات قيمه حول ذلك. وأعرب مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ عن أمله في أن تعمل أندية السيارات والدراجات النارية على تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها والمبادرة في "تعزيز قيم التعاون والانضباط والروح الرياضية بين الشباب، واستثمار أوقات فراغهم بممارسة هوايتهم وفق النظام الصادر من مجلس الوزراء بهذا الشأن, والأهداف التي حددتها لها الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وقال في تصريح بهذه المناسبة " إن نظام أندية السيارات والدراجات النارية نتاج للجهود الكبيرة التي تبذلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتوفير مجالات مختلفة لتنمية مهارات الشباب السعودي والاستغلال المثل لوقته، كما انه يأتي نتيجة للتعاون المثمر بين الرئاسة والهيئة العامة للسياحة والآثار, و في إطار تفعيل اتفاق التعاون بين الرئاسة و الهيئة والتي تتضمن تطوير السياحة المرتبطة برياضة السيارات والدراجات النارية". ولفت النظر إلى تأييد الهيئة إنشاء أندية السيارات والدراجات النارية ومشاركتها في إقامة بعض الفعاليات السياحية المتخصصة في هذا الجانب وقال: "الهيئة تفخر بشراكتها مع أمارة منطقة حائل والرئاسة العامة لرعاية الشباب في رالي حائل "تحدي النفود الكبير"، حيث تساهم الهيئة في إقامة بعض الفعاليات السياحية المصاحبة للرالي سنوياً كسوق الحرف والمأكولات الشعبية، وفعاليات الصقور والهجن والفنون الشعبية والتطعيس كما ساهمت الهيئة في دعم ورعاية بطولة التطعيس بالمذنب عام 1426ه ". بالإضافة إلى مساهمة الهيئة في اللجان الحكومية التي تعمل على وضع ضوابط لتنمية وتنظيم العديد من الأنشطة الرياضية مثل تحديد مواقع فعاليات التطعيس والرياضات البحرية والتراثية. ودعا آل الشيخ هواة رياضة السيارات والدراجات النارية إلى استثمار هذا القرار والتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية في ممارسة هوايتهم في الأندية المتخصصة. مؤملا في أن تحد أندية السيارات والدراجات النارية من ظاهرة "التفحيط" التي أزهقت أرواح العديد من الهواة والأنفس البريئة.