دخل الشاب السعودي فاروق الزومان التاريخ بوصفه أول سعودي ينجح في تسلق قمة ايفرست الذي يبلغ ارتفاعه (8848) متراً عن سطح الأرض، وقد وضع الزومان نصب عينيه حلم تسلق اعلى قمة في العالم، فتحقق له ما أراد بفضل اصراره وقوة عزيمته. والزومان الذي سبق له تسلق العديد من المناطق الجبلية خلال فترة دراسته في أمريكا يعد موسوعة رياضية، فهو لاعب كرة قدم وطائرة، وحائز على بطولة المنطقة الوسطى في التايكوندوا ثلاث مرات.كما أنه سباح ماهر ويمارس التزلج على الجليد ويتقن الفروسية، ورياضة الدراجات الهوائية. ( البلاد) التقت بالمتحدث التحفيزي ومدرب في تطوير الذات، محب للمغامرة والاستكشاف "الزومان" فقال إن الانزلاقات الثلجية والبرودة الشديدة حيث تصل درجة الحرارة إلى أقل من (50) درجة تحت الصفر، وانخفاض الضغط تعد أبرز المخاطر التي قد يواجهها متسلقو قمة جبل "افرست". وفي سؤال عن بداية الفكرة نحو التوجه للقمة متى ولدت وكيف كانت قال: القمة مبتغى كل شخص يطمح لتحقيق تميز، وقد اعتدت وأنا في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن أخوض التحدي مع ذاتي للوصول لأكثر من قمة، فهناك الجانب العلمي وقد نلت مبتغاي ثم مارست تحدياً من نوع آخر كان عبارة عن تسلق الجبال، وقد تدربت على ذلك حتى تمكنت من الوصول إلى قمم الكثير من الجبال هناك منها: (هالي كالا) في (ماوي) بولاية (هاواي) والذي يبلغ ارتفاعه (3055) متراً، وجبال (الأخوات الثلاث) بولاية (أوريغن) والذي يبلغ ارتفاعه (3074) متراً، وجبل (شاستا) بولاية (كاليفورنيا) والبالغ ارتفاعه (4322) متراً، إضافة لجبل (رينير) بولاية (واشنطن) والذي يرتفع (4344) متراً عن سطح الأرض. وحول المعوقات التي صادفته خلال عملية التسلق قال: عقبات ومعوقات كثيرة مثل الانهيارات الثلجية والانخفاض الكبير في درجات الحرارة التي قد تصل الو -70 تحت الصفر والنقص الحاد في الأوكسجين وصعوبة النوم… أو حتى رؤية جثث من ماتوا قبلنا بسنين في الطريق نحو القمة حيث كانت مؤثر نفسي كبير على بعض المتسلقين. وفيما اذا كانت هذه التجربة انعكست على حياته قال: بكل تأكيد، فقد اعطتني قوة كبيرة في عدم الاستسلام للعقبات في الحياة وزادت من الطموح والإرادة والمثابرة والإصرار والتحفيز الذاتي والثقة وأهم من ذلك الإيمان بالله وحسن الظن. وعما يتعلق بالمواقف التي صادفته خلال عملية التسلق قال: المواقف التي مررت بها أثناء الصعود ل (افرست) كثيرة وقد دونتها في مذكراتي اليومية، لكن الأبرز منها تلك الحالة التي أزعجتني كثيراً عندما أصبت بحالة من العمى المؤقت في مرحلة النزول من مخيم رقم 4 إلى مخيم رقم 2 بعد الوصول إلى القمة. فقد أصبت بالعمى الثلجي ومن مسبباته هو عدم لبس النظارات الشمسية أو الواقية من أشعة الشمس. فاضطررت إلى النزول وعيني مغطيتان حيث لا أرى البتة, ولكن كان يرافقني فريق إنقاذ مكون من خمسة أشخاص قاموا بمساعدتي ومرافقتي لإحدى عشرة ساعة من الصباح إلى المغرب وكنت أمشي تارة وأتوقف تارة أخرى. وعن اول شيء فعله عقب وصوله إلى قمة الجبل قال: رفعت الآذان لأكون أول مسلم يرفع صوت الحق من أعلى قمة جبل في العالم. وحول طموحاته المستقبلية قال: دخلت عالم التحفيز والتدريب، وتخصصت في تطوير الموظفين والحملات الداخلية للقطاعات للارتقاء بالوعي والذات وبالتالي تغيير استراتيجيات التواصل والعمل وتطوير الذات… وبعد 5 سنين إن شاء الله أرى بأني كتبت كتابين. وحول شعوره وأفراد عائلته كأول سعودي يتسلق قمة إيفرست قال: لا شك أنه شعور بالسعادة بأن الله من علينا بنعم كثيرة أحدها وصولنا لأعلى قمة وتمثيل هذا الوطن في محفل لم يسبق لنا الوصول اليه. وفيما إذا كان يشعر بالقلق والخوف اثناء رحلة التسلق قال: أكبر المخاطر كان إمكانية الإصابة بأمراض المرتفعات والتي تؤدي إلى خروج السوائل من خلايا العقل أو الرئة وبالتالي الموت المحتم. لذلك كان على المتسلق أن يتسلق تدريجياً لمدة تصل إلى 60 يوما حتى يصل للقمة بسلام، لافتا إلى أنه حاليا لا يفكر في مشروع آخر للتسلق وانما يركز حالياً على صناعة التغيير والتأثير. وعن نصيحته للشباب الذين يطمحون إلى تحقيق إنجازات في تسلق الجبال قال: أسعى الآن إلى نقل تجربتي إلى كافة الشباب في بلادي وإلى كل من لديه الرغبة والطموح في تحقيق إنجاز من نوع ما.. لأقول لهم إن الرغبة المدعومة بالتصميم والإرادة والشجاعة حتما سيكون مآلها النجاح.