لعل التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية حاليًا هو تغير المناخ؛ ومع ذلك من المهم ملاحظة أن تغير المناخ لا يؤثر علينا جميعًا بل يؤثر على أشخاص مختلفين على مستويات مختلفة اعتمادًا على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد والموقع وعوامل أخرى من هذا القبيل؛ باختصار شديد.. تغير المناخ يؤثر على الأشخاص من الفئات المهمشة أكثر من غيرهم حيث تنتمي النساء إلى هذه الديموغرافية خاصة النساء الفقيرات ومن المستوطنات الريفية. عادة يتم تعريف تغير المناخ على أنه تحول طويل الأجل في أنماط المناخ العالمية أو الإقليمية وغالبًا ما يشير تغير المناخ تحديدًا إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية من منتصف القرن العشرين حتى الوقت الحاضر؛ قد يجعل تغير المناخ أنماط الطقس غير متوقعة الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة صعوبة الزراعة؛ علاوة على ذلك إلى تسريع ارتفاع مستوى سطح البحر الأمر الذي قد يؤدي إلى غرق الجزر المنخفضة؛ كما يرتبط تغير المناخ بزيادة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات وهنا يجب أن نقول بأن تغير المناخ يؤثر بشكل عام على الأشخاص الأكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية من أجل البقاء؛ كما أنه سيكون له تأثير كبير على الأشخاص الأقل استعدادًا للتعامل مع الكوارث الطبيعية؛ وهذا يعني أنه أكثر ضررًا للأشخاص من المجتمعات الفقيرة حيث يقدر أن 70٪ من الفقراء هم من النساء حول العالم؛ وبالتالي فإن النساء يشكلن نسبة كبيرة من الناس الأكثر تضررا من تغير المناخ؛ ومن المعروف أنه عادة ما تشارك النساء من المجتمعات الفقيرة في أعمال مثل الزراعة؛ ومن ثم فإن تغير المناخ لن يدمر أسرهن فحسب بل سيدمر مصادر دخلهن أيضًا. على الرغم من كل هذا؛ نرى بأن صانعي السياسات لا يشركون النساء في القرارات بالرغم من أن النساء يتمتعن في المجتمعات الفقيرة بالخبرة والمعرفة بشكل خاص في مجال الاستدامة البيئية؛ حيث اضطررن لمواجهة تغير المناخ بشكل متكرر أكثر من بقية العالم ما جعلهن مؤهلات وأكثر ابتكارا في إيجاد الحلول ومع ذلك تم تجاهل آرائهن من قبل أصحاب الأيديولوجيا الذكورية وهنا يجب أن نقول إنه لا يمكن تحسين سياسات تغير المناخ إلا من خلال جعل النساء في المقدمة ووضعهن من خلفيات اجتماعية واقتصادية منخفضة داخل الخطوط الأمامية وتشجيعهن على أن يصبحن قائدات ووكيلات للتغيير وإعطاء الأولوية لآرائهن وإشراكهن في العمل المناخي. [email protected]