تعالت أصوات الأهلاويين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تطالب وزارة الرياضة بالرفق بحالهم؛ بعدما تسبب عمل إدارتهم، وليس أشخاصهم، في إحباطهم وحزنهم وانكسارهم. فأصبح المشجع الأهلاوي في حيرةٍ مِن أمره، وهو يستيقظ صباحاً ويسأل نفسه: هل الوضع في الأهلي واقع أم كابوس؟ لأن هذا المشجع وصل لمرحلة الجزم بعدم أهلية الإدارة الحالية لقيادة الأهلي، وهي ترى هذه الإدارة تخرج عبر البرامج، ويتكفّل البعض مِن وراء الستار بسدّ عثرات الخروج وسط متابعة المشجع الأهلاوي، الذي لا ينتظر سوى بشرى انتهاء المهزلة، التي لم تحدث طوال تاريخ هذا النادي. لا أعتقد بأنّ هناك إدارة على مستوى الأندية السعودية غير مرغوبة في العمل علناً مِن المدربين واللاعبين والشرفيين والجماهير، فالمرحلة التي وصلت إليها إدارة الأهلي صعبة جداً ووضعتها في حرجٍ كبير، فلا هي التي تستطيع مناقشة المدرب، ولا هي التي تستطيع معاقبة اللاعبين، ولا حتى تحفيزهم، ولا هي التي تستطيع حضور التمارين والمباريات، وسأستعين هنا بما كتب أحد الأهلاويين بأنّ لا أحد سيساعد الأهلي إذا لم يساعد نفسه، وهنا أقول بأنّ بقاء مؤمنة، وهو الرجل المحترم جداً، بعيداً عن عمله الإداري سيحرم الأهلي مِن كلّ ماهو جميل في القادم، وسيبقى الفريق معه عملياً مابين هجاء الأحباب ومديح الأغراب. لأنّ الواضح جداً بأنّ هذه الإدارة، أو بالأحرى عملها، عاجز عن إصلاح أبسط الأمور في النادي ، وأنّ دورها الآن لا يكمن في إيجاد الحلول للتطوير بقدر إيجاد الحلول للرحيل، ولا أجد نفسي قاسياً وأنا أكتب هذه الكلمات؛ لأنّ واجبي كإعلامي سعودي الوقوف مع أيّ قضية تستحقّ الوقوف، فما بالك والقضية تخصّ النادي الأكثر شعبية في المملكة العربية السعودية، فلا يوجد منزل سعودي بِلا أهلاوي مُحبَط هذه الأيام. في النهاية، أهمس للحبيب عبدالإله مؤمنة: حينما يكون الزمان ليس زمانك، والمكان ليس مكانك، والأشياء من حولك لم تعد تشبهك، وحينما تشعر بأن كلماتك لا تصل، وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك، فالقرار الصحيح هو التفكير في الرحيل بصمت، لأنها أجمل هدية تقدمها لنفسك؛ كي تختصر بها مسافات الألم والإحباط.