عندما اجتاحت كورونا العالم، واختلت بسببها كل التوازنات والقوى في العالم، وأصبحت الأنظمة رهينةً لتعديلاتٍ كبيرةٍ في أشكالها وأساليبها، إلا أن لها بعض الإيجابيات التي استفاد منها البعض، مثل تغيير نظام بطولة دوري أبطال آسيا القوية من بطولة تعتمد على مباريات الذهاب والإياب والتعب والإجهاد على الأندية، التي تنافس على البطولات الآسيوية والمحلية إلى بطولة تجمعية في منطقة واحدة وزمن واحد وبدون عناء الترحال والسفر، واكتمل جمال البطولة باستضافة أندية الهلال والنصر والأهلي لمجموعاتهم، عدا الوحدة الذي سيلعب خارجاً فيما لو فاز في الملحق. لا أتوقع أن تأتي فرصة أفضل من هذه النسخة لتحقيق أنديتنا للبطولة، خاصةً التي لم تتحصل على كأسها مثل الأهلي والنصر اللذين سيلعبان على ملعبيهما، فالفرص لا تعود والبطولات تزداد صعوبة في الأوضاع العادية، الهلال والأهلي قد يكونان الأجهز في السير قدماً في هذه البطولة، لما يملكانه من نجوم متميزة؛ محليين وأجانب، لأن الهلال منافس دائم وكل بطولاته التي يشارك فيها يكون تحت الضغط وشاهدت الغبطة الكبيرة من الأجانب تجاه السعودية عندما كنا في اليابان بوجود الهلال عندهم، عندما حقق بطولة دوري آسيا 2019 في اليابان، فكلمات الإشادة كانت كبيرة تجاه الأزرق الذي عاد للديار وحقق بطولة الدوري وكأس الملك جامعاً ثلاثية لا أتوقع أن تتكرر في المنظور القريب. أما الأهلي فطموحه في لقب الدوري انتهى، وخرج من كأس الملك؛ لذلك سوف يرمي بثقله في البطولة الآسيوية، أما النصر فاعتماده على الأجانب قد يعيقه عن المضي في البطولة لأن البطولة تشترط أربعة لاعبين غير سعوديين فقط وأجانب النصر مؤثرون جميعهم، وعدم مشاركتهم تعني أن فرصة الفريق تعتبر صعبة في التقدم والمنافسة. فريق الوحدة يمر بأزمة فنية حقيقية، تتطلب التدخل عاجلاً لتصحيح الأوضاع، قبل خوض غمار الملحق الآسيوي، أما الاستمرار على نفس النهج في الدوري فخروجه سيكون مسألة وقت ليس إلا. العجيب والغريب في اختيار استضافة الأندية السعودية لمجموعاتها هو ما أعلنه الاتحاد الإيراني بعدم قبول اللعب في السعودية، وهذا فعلاً ينطبق عليه المثل القائل (حشفاً وسوء كيلة) فالاتحاد الإيراني تناسى ما تعمله أنديتهم وجماهيرهم من متاعب تجاه الفرق والمنتخبات السعودية من تجاوزات سكت عنها الاتحاد الآسيوي كثيراً، وتغاضى عن التدخل وإيقاف المهازل منهم. أما المملكة العربية السعودية وبشهادة العالم أجمع، فقد أشاد بالتنظيم العالمي والخيالي والاحترافي لجميع البطولات العالمية، التي تقام على أرضنا والكل شاهد نجاح استضافة البطولات الرياضية العالمية في كرة قدم كالسوبر كلاسيكو الذي ضم منتخبات البرازيل، والأرجنتين، والسوبر الإيطالي والإسباني مروراً بسباقات السيارات بكل أطيافها، من الفورميلا ورالي داكار والبطولات البحرية والألعاب الفردية، كل هذه النجاحات، لسنا بحاجة إلى أن نقنع الإيرانيين بقدراتنا وإمكانات شبابنا، فنحن نعلم من نحن، وكيف ننجح، ونعرف من يشيد بنجاحاتنا بصدق ومحبة. أعداؤنا كثر، والمتربصون ينتظرون أي خسارة لنا ليتشفوا بنا، فنجاح أنديتنا باختلاف مسمياتها هو نجاح لنا ولوطننا الغالي؛ فمتى صرنا يدًا واحدة، وتكاتفنا لن يستطيع الأعداء أبداً مهما حاولوا وغيروا من أساليب مكرهم أن ينتصروا علينا أبداً، في جميع المحافل الرياضية وغيرها. يقول خالد الفيصل: لو ما بقى بالعمر إلاّ ضحى شَمسْ فديت به ديني وداري وأهَلْها ما قد ذَخَرت اليوم عنها ولا أَمسْ هي عشقة أفكاري وغاية أمَلها