استبقت إيران اجتماعات مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تناقش ضمن أجندتها الملف النووي الإيراني، وخروقات طهران الأخيرة للاتفاق، بحملة ابتزازات ومساومات لمنع قرار مرتقب يدين انتهاكات إيران ويشدد الضغوط عليها. وظهرت مساومة طهران لواشطن في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، أمس (الاثنين)، قائلا: "إذا كانت واشنطن تريد إجراء محادثات مع إيران، يتعين عليها أولًا رفع العقوبات"، مهددا بأن طهران سترد على أي عمل بعمل وعلى أي خطوة بخطوة مماثلة، ما يشير إلى الرعب الإيراني من عقوبات قادمة. وفيما أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن بلاده لن تزود الوكالة الدولية بأي معلومات ما لم يتم إلغاء الحظر المفروض بموجب العقوبات الأمريكية، شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قبل الاجتماع مباشرة، على أن قرار إيران الأخير الحد من وصول المفتشين إلى المنشآت النووية له تأثير خطير، مضيفا أنه يعيق عمل الوكالة، وتقييمها لمدى التزام السلطات الإيرانية بالتزاماتها. وأكد أنه على إيران توضيح ما عثرت عليه الوكالة من جزئيات يورانيوم في موقعين لم تعلن عنهما، مضيفًا أنه في ظل عدم وجود تفسير ذي مصداقية تقنيًا من طهران، تشعر الوكالة بقلق عميق من احتمال وجود مواد نووية غير معلن عنها في الموقعين غير المعلنين، لاسيما وأن هذه المواد النووية لم ميبلغ عنها من قبل إيران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها. وتتواصل اجتماعات مجلس المحافظين في فيينا، بدءًا من أمس ولمدة خمسة أيام، لمراجعة تقرير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة إنتاج الوقود النووي واكتشاف جزيئات اليورانيوم في مواقع غير معلنة في إيران. إلى ذلك، أرسل كبار أعضاء الكونغرس رسالة للرئيس الأمريكي بايدن، بعد ساعات من تراجع طهران عن موافقتها على عقد لقاء غير مباشر مع واشنطن عبر وساطة أوروبية، أكدوا خلالها أن الأهداف الاستراتيجية لسياسة واشنطن تجاه إيران تكمن بوقف طموحاتها النووية وإنهاء أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخارجها، مشددين على أنه يجب ألا تنضم الولاياتالمتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 (JCPOA)، فخطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) لا تزال مليئة بالمشاكل، إضافة إلى انتهاء حظر الأسلحة التقليدية والصواريخ الباليستية المنتهية. وقال أعضاء الكونغرس إن أي اتفاق مع إيران يجب أن يتناول النطاق الكامل للسلوك الإيراني، بما في ذلك الإرهاب الإقليمي، والصواريخ الباليستية، واحتجاز المواطنين الأميركيين، إذ أنه ليس من المفاجئ أن يدعم وكلاء إيران الفظائع المستمرة للأسد في سوريا، ويهاجمون القوات الأمريكية ودبلوماسييها في العراق، ويقودون لبنان إلى حافة الانهيار، ويهددون شركاء أمريكا، ويساهمون في أكبر كارثة إنسانية في العالم في اليمن. ويرى مراقبون، أن خوف طهران من العودة بعد المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا بشأن النووي، خالية الوفاض وخائبة، أو ربما مع صدور بيان إدانة من الوكالة الدولية، دفعها إلى التلاعب تحسبا من غضب الداخل، لا سيما المتشددين الذين رأوا في الاتفاق المؤقت حتى مع الوكالة الذرية تراجعًا وخنوعًا من قبل حكومة الرئيس حسن روحاني. وفي الداخل، أظهر مقطع فيديو متداول للرئيس السابق أحمدي نجاد خلال اجتماعه مع أنصاره، حالة الصراع والترصد ومخاوف الاغتيال السائدة بين أجنحة نظام الملالي، فقد أكد نجاد في مقطع الفيديو: "أن النقاش حول الاغتيال قضية جادة وخطيرة"، وأضاف: "نعم يمكن أن يغتالوني، ثم يشيعون جنازتي، ويقيمون مراسم العزاء، ويتهمون الآخرين باغتيالي".