يومًا بعد يوم تتكشف مزيد من الأدلة عن حيازة إيران لمواد مشعة وانشطارية في إطار أنشطتها السرية لامتلاك سلاح نووي، ما يهدد بوقوع المنطقة والعالم تحت ابتزاز نظام الملالي الراعي الأول للإرهاب دوليًا. وفي جديد انكشاف مخططات طهران، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أمس السبت، عن ثلاثة دبلوماسيين مطلعين أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدوا أدلة جديدة على وجود مواد مشعة في عينات مأخوذة من موقعين نوويين إيرانيين مؤخرًا، مما يشير إلى أن إيران كانت تطور سلاحًا نوويًا. وبحسب الصحيفة، لم تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد، نتائجها الجديدة في هذا الصدد إلى الدول الأعضاء، في انتظار إيضاحات طلبتها من إيران فيما يتعلق بهذه المواد. وأكد ديفيد أولبرايت، المفتش العام السابق ومدير معهد العلوم والأمن الدولي، للصحيفة أن اكتشاف مواد مشعة في هذه المواقع يظهر أن إيران تمتلك بالفعل مواد نووية غير معلنة، على عكس ما نفته دوما. وزادت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20% ، مطلع يناير الماضي، في خطوة تقربها أكثر من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، وبالتالي، تقليص المهلة المحددة لحيازة المواد الانشطارية اللازمة لصناعة القنبلة الذرية، على نحو خطير. فهذه المهلة التي كانت سنة واحدة في إطار الالتزام بالاتفاق النووي، وانخفضت حاليًا إلى بضعة أشهر، بعد الانتهاكات الإيرانية المتواصلة للاتفاق ، وقد هددت طهران بتقييد وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدد من المواقع ابتداء من الشهر الجاري، مما أثار قلقا متزايدًا في واشنطن بشأن نوايا إيران النووية. وفي يونيو الماضي، طرحت الوكالة الذرية في تقرير لها أسئلة طالبة من إيران توضيحها حول مجموعة من الأعمال التي جرت في موقع داخل البلاد، والتي قد تشي بصنع أسلحة نووية، كما طلبت الوكالة من إيران إعطاء توضيحات حول طبيعة الأعمال التي جرت في موقع آخر غير معلن، ربما حدثت فيه عمليات تحويل غير مشروعة لليورانيوم ومعالجته. وبينما تأتي انتهاكات إيران المتوالية لتعهداتها النووية بهدف ابتزاز الولاياتالمتحدة ودفعها للعودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات، دون الإيفاء بمطالب وقف الانتهاكات النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية ونهج دعم الإرهاب عبر تمويل الميليشيات العميلة، جددت واشنطن موقفها الرافض للابتزاز الإيراني بربط عودتها للاتفاق النووي بتعديله وشموله ملفات أخرى، وأن كل ذلك سيكون بالشراكة مع الدول الأعضاء في الاتفاق النووي وبالتشاور مع الكونجرس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، السبت، إنه إذا عادت إيران إلى التزاماتها في الاتفاق النووي، ستتوفر الأرضية للوصول إلى اتفاق "أطول وأقوى"، نافية وجود إطار زمني محدد للتفاوض مع إيران، قائلة: "يعتمد الأمر على إيران؛ إذا عادت إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فسيكون للولايات المتحدة رد مماثل، وستعمل على التوصل إلى "اتفاق أطول وأقوى يعالج المخاوف الأخرى". وقبل أيام طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتشكيل فريق لتقديم مقترحات حول خطوات واشنطن المقبلة تجاه طهران، محذرًا من قرب امتلاك إيران قنبلة نووية مع استمرارها خرق الاتفاق النووي ، فيما أشارت تقارير إلى أن إيران تخصب اليورانيوم في مجموعة ثانية من أجهزة الطرد المركزي المتطورة ‘آي.آر-2 إم' في منشأة تحت الأرض في نطنز، منوهة إلى أن هذه الانتهاكات من شأنها تعقيد الموقف، ومؤشر على أن طهران لا تريد مطلقًا تحقيق السلام وأنها فقط تعمل على المناورة لربح الوقت.