مهنة المحاماة، مهنة إنسانية سامية تراعي مصالح الجميع ، يسخر فيها المحامي كافة الجهود للنجاح والتميز لتحقيق العدل وضمان عودة الحق لأصحابه. يتعرض المحامي لمشاق ومتاعب نفسية واجتماعية واقتصادية لأداء مهنته على أكمل وجه، منها أنها تحتاج للتفرغ التام بدوام كامل وفي جميع الظروف والحالات رغم مطالبة بعض الزملاء وإلحاحهم على نيل الراحة والتوقف عن الأعمال مع نهاية الدوام الرسمي للعمل! مع صعوبة تحقق ذلك لأنه لا يستطيع منع توارد الأفكار لحل مشكلة أو قضية عرضت عليه وإيجاد حلول مجدية لها، أو التأكد من صحة إجراءات معينة ومطابقتها لصحيح النظام .. وبرأيي الشخصي أن مهنة المحاماة تتطلب العمل والتحديث المستمر للمعلومات بالاطلاع على الأنظمة وتعديلاتها وملاحظة ومتابعة كل جديد على جميع الأصعدة المحلية والدولية. لقد دعمت وزارة العدل مشكورة مهنة المحاماة والمحامين والمحاميات ومع ذلك هناك صعوبات يواجهها المحامي من أهمها صعوبة استقطاب العملاء خاصة مع منع الإعلان عن المحامي أو الأعمال وفق النظام. وبالرغم من العمل على ثقافة المجتمع بأهمية اللجوء للمحامي عند مواجهة أي صعاب أو مشاكل لتفادي الوقوع فيما لا يحمد عقباه إلا أنها تحتاج مزيد تثقيف واهتمام، فنلاحظ من يستكثر قيمة الأتعاب، ومن يحاول التملص من أتعاب الاستشارة القانونية بالاستفسار مجانا عن طريق مواقع السوشيال ميديا أو الإذاعات! ومن يستغل علاقته الشخصية مع محامي بكثرة الأسئلة والاستفسارات عن كل صغيرة وكبيرة بشكل مستمر بدون مراعاة للأعباء والمشاغل الوظيفية للمحامي! ومن يطلب التبرع بالعمل والترافع عنه مجاناً رغم مقدرته المادية. ان المسؤوليات الإنسانية والمجتمعية والنظامية التكافلية المجانية الواجب تقديمها من قبل المحامي للمجتمع بقصد تقديم يد العون والمساعدة واعتبارها كزكاة علم كثيرة، إلا انه لا يستطيع تعميم هذا التكافل على جميع التعاملات وفي جميع الأوقات كون لديه التزامات ومسؤوليات مادية وأسرية ووظيفية ونظامية.