أكد فضيلة الاستاذ الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر ان مشكلة من وقع في الاعمال الارهابية في هذه البلاد و غيرها هو عدم فهمه و تدبره للقرآن الكريم وتابع قائلا لقد كان هناك نقاش مع بعض من في قلبه شيء حول الجهاد وتم توضيح ذلك من خلال قصة موسى عليه السلام عندما وكز القبطي فمات في سورة القصص: «وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَر لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». جاء ذلك في محاضرة في قاعة المحاضرات في الجمعية الخيرية التحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض ضمن فعاليات ملتقى الدورات الصيفية. و شدد العمر قائلا الأمر خطير أيها الأحبة! قارن بين ما يحدث في واقعنا اليوم واعرضه على هذه الآيات... أيقبل بعدها أن يأتي أناس يزعمون أنهم مصلحون! فيقتلون رجال أمن مسلمين، أو مستأمنين ومن خالطهم من المسلمين، بتأويلات غير سائغة، بل لا تعد شيئاً إذا عرضت على مثل حال ذلك القبطي المشرك الخالص.. عابد فرعون .. الظالم لقوم موسى.. المعين على حرب فرعون لهم...ثم يأتي من يقول: إن هناك من هو معجب بما كان أو راض عن فاعليه _سبحان الله_! الله يقول: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»، وموسى ينكر على من هو أكثر صلاحاً، بل لا يقارن بالغالين من الشباب المندفعين أعني: الخضر عليه السلام فيقول: «أقتلت نفساً زكية بغير نفس.» «لقد جئت شيئاً نكراً»، ولكن الخضر حسم الأمر بقوله: «وما فعلته عن أمري» فليست الحجة تأويلات وظنون.ثم يوجد بعد ذلك معجبون؟! واضاف فضيلته قائلا إن جهاد الطلب مشروع، وهو من أعلى القربات، ومن قصر الجهاد على جهاد الدفع فقط فقد أخطأ، ولكن لجهاد الطلب شروطه وضوابطه التي تحكمه وتنظمه.والأمة –بحمد الله- أدركت كل هذا، ولكن الخطأ الذي حدث، هو أن بعضهم نقل الجهاد من موضعه الصحيح إلى غير موضعه، فالأعمال التي تقترف اليوم باسم الجهاد في بلاد المسلمين الآمنين ليست من الجهاد في شيء، وأي جهاد في قتل أنفس معصومة!. وذكر الشيخ العمر ان القرآن قدم الكثير من الايات الصريحة التي تربي على خطورة الدم وقتل النفس حيث شدد على المسلمين عند فتح مكة خشية ان يصيبوا مسلمين لا يعلم عنهم احد. كما اشتمل القرآن على الكثير من الايات التي تدعو الى الوسطية و من جهلي ذكرت في كتاب لي 15 آية تتحدث عن الوسطية وعندما تأملت بعد ذلك وجدت ان القرآن كله وسطية. لهذا ادعو جميع المسلمين الى تدبر القرآن فهو واجب عيني و اهم من الحفظ. وهجر القرآن الان لا يقتصر على التلاوة فقط بل هو خمسة انواع يشمل هجر التحاكم و هجر العمل و هجر الاستشفاء و هجر التدبر. و شخص العمر حال الانسان المريض في نوعين الاول علل البدن مثل صعوبة التنفس و الزكام وغيرها ويتم علاجها بالادوية والجراحة والحمية. وعلل النفس مثل الملل و الضيق وغيرها من مشاكل النفس وسببها البعد عن القرآن. واشار فضيلته الى ان هناك خلل لدينا عندما يعطى معلم القرآن في المساجد او غيرها مكافاة زهيدة، اما معلم الانجليزي وغيرها من المواد مكافاة عليه فالواجب اكرام معلم القرآن و حامله. وختم حديثه قائلا ان اثر تدبر القرآن الكبير فهناك رجل شيعي كبير في السن وقف عند قول الله تعالى ( وازواجه امهاتهم) فقال الله يقول ان زوجات النبي هي امهاتنا ونحن نسب عائشة رضي الله عنها فترك التشيع بسبب تدبر آية من القرآن الكريم.