بعد تعثر المبادرة الفرنسية لحلحلة الأزمة اللبنانية، وإلغاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته لبيروت إثر إصابته بكورونا، دخل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس، على خط البحث عن حلول لتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، إذ عقد أمس (الأحد) لقاء مع جبران باسيل، بعد استقباله لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الأربعاء الماضي ثم زيارته للرئيس عون الجمعة، وذلك لإيجاد صيغة توصل لاتفاق بين جميع الأطراف على تأليف الحكومة. وتسود مخاوف من انتكاسة محاولات بطرس، التي تصطدم بجبل التعقيدات نفسها التي كادت أن ينقطع بسببها حبلُ المبادرة الفرنسية، وتتصل بموضوع "الثلث المعطّل" الذي يريده فريق رئيس الجمهورية، والخلاف حول من يتولى بعض الحقائب الأساسية (مثل الداخلية والطاقة والعدل)، وسط إصرار رئيس الحكومة المكلف على رفض منح هذا الثلث لأي طرف في حكومة يريدها من اختصاصيين غير حزبيين وبلا ولاءات سياسية، وبعيدًا عن أية محاصصة. إلى ذلك، تلقى الدعوات لرحيل عون مزيدًا من الترحيب السياسي والشعبي، بعدما قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع: "لو كنت مكان الرئيس عون لاستقلتُ"، موضحًا أن المجموعة الحاكمة غير قابلة للحياة من جديد، والحل الوحيد يكمن بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.