بينما تفاءل اللبنانيون بالتصريحات التي أكدت ولادة الحكومة اللبنانية خلال الساعات القادمة، وذلك بعد لقاء مطول جمع بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، لحل أزمة الوزراء المسيحيين، بعد وساطة أجراها الكاردينال بشارة بطرس الراعي، متعهدا بأنه سيضمن «الثلث المعطل» عبر ترشيح اسم «الوزير الملك»، وأنه لن يعطل تشكيل الحكومة، أظهرت المحللة السياسية غلاديس صعب تخوفا من عدم تحقق آمال «الحريري» في تشكيل الحكومة قريبا. وأشارت إلى أنه كانت للبنان تجربة سيئة مع «الوزير الملك»، لأنه في النهاية سيكشف عن نفسه بالانحياز لفريق الثامن من مارس (المرتبط بحزب الله وحركة أمل). وقالت «غلاديس»: «أستبعد هذه الولادة القريبة للحكومة، لأنها ضمن المعطيات المحلية والإقليمية أمر غير قابل للتحقيق». ثلاثة أسماء تحدثت أوساط حول أن «بطرس» قدم لائحة، تضم 3 أسماء مسيحية، حتى ينتقي منها عون والحريري «الوزير الملك» الذي كانت ترفضه المبادرة الفرنسية خلال تشكيل حكومة مهمة، لحل الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان. 24 وزيرا جاءت تصريحات «الحريري» بولادة الحكومة بمبادرة محلية لبنانية بعد إلغاء زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبنان التي كانت مقررة هذا الشهر بعد إصابته بفيروس «كورونا»، فكان الحل عن طريق دفع محلي لبناني، لحل عقدة أسماء الوزراء المسيحيين بالتزامن مع ضغط دبلوماسي فرنسي وتدخل الكاردينال الراعي. وستتألف الحكومة من 24 وزيرا على شكل «6-6-6» دون «الثلث المعطل»، وهو ما أبدى معظم الأطراف الموافقة عليه حتى الساعة. وانعكست تصريحات سعد الحريري حول الولادة القريبة للحكومة إيجابيا على حركة الدولار في الأسواق اللبنانية، حيث شهدت الليرة اللبنانية انخفاضا أمامه من 8400 إلى 7800، الشيء الذي اعتبره البعض إشارة جدية. الثلث المعطل: - مصطلح اخترعه «حزب الله»، يتضمن اختياره وزيرا واحدا يسمى «الوزير الملك». - يمتلك صلاحية تعطيل القرارات الحكومية أو الموافقة عليها. - غالبا ما يكون إلى جانب «حزب الله» وحلفائه. - سابقا بسببه تمت عرقلة الحكومة. هدف «حزب الله» من «الثلث المعطل»: يرغب في وجوده من أجل مرحلة ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، لأن الحكومة القادمة هي التي ستدير البلاد، لذلك يريد ضمان أن الأمور ستظل لمصلحته، ولا يصبح شيء ضده.