شهد متحف فكتوريا وألبرت في العاصمة البريطانية لندن الليلة الماضية حفل توزيع "جائزة جميل العالمية" للفنانين والمصممين المعاصرين الذين يستلهمون أعمالهم من الحرف والتصاميم الإسلامية التقليدية وذلك بهدف تعزيز مستوى الوعي بالتفاعل بين الممارسات المعاصرة والتراث الفني الإسلامي الغني والإسهام في إثراء النقاش حول الثقافة الإسلامية. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي الفيصل والمستشار في سفارة خادم الحرمين عبدالعزيز الفالح وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى بريطانيا ومسؤولي المتاحف البريطانيين ولفيف من المختصين والمهتمين بفنون العمارة والتصميم. وسلّم رجل الأعمال محمد بن عبداللطيف جميل جائزة جميل التي تقدّر بنحو 25 ألف جنيه إسترليني إلى المصمّمة الإيرانية أفروز أميغي، نظير تصميمها الذي توّج بالمركز الأول من بين تسعة أعمال فنيّة اختارتهم لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة من أصل 100 عمل فنّي مستوحاة من التراث الإسلامي. وكانت المصممة أميغي قد تقدمت بعمل يتضمن سلسلة من القطع المميزة في صنعها اليدوي التي تستخدم الظلال وذلك في لوح رقيق مسامي من البلاستيك مساحته 5ر1م في ثلاثة أمتار ويخترق الضوء ملامحه البيضاء اللامعة. وتأتي هذه الجائزة التي من المقرر أن تقام كل عامين إمتداداً لجهود رجل الأعمال محمد جميل الذي وضع تصوراً للفكرة بعد أن وفر الدعم المالي لتجديد رواق جميل للفن الإسلامي الذي تم افتتاحه في متحف فيكتوريا وألبرت العريق عام 2006م من أجل إبراز الصورة المشرقة لجماليات الفنّ الإسلامي. وقال مدير متحف فيكتوريا وألبرت مارك جونز إن جائزة جميل العالمية تقوم على النجاح الذي حققه رواق جميل في متحف فكتوريا وستكون أيضاً جزءاً من برنامجنا المستمر لتطوير العلاقات الثقافية مع العالم الإسلامي وتعزيز التفاهم الثقافي بين دول العالم أجمع". بدوره قال المعماري الشهير زها حديد إن جائزة جميل تتضمن استكشاف الحوار الثقافي بين الفن الإسلامي والممارسة المعاصرة معرباً عن أمله في أن تكون الجائزة مصدر إلهام لجيل جديد من الفنانين والمصممين والمهندسين الذين سيعززون هذا الحوار. يذكر أن متحف فيكتوريا وألبرت قد تخصص في جمع القطع الفنية الإسلامية منذ خمسينّيات القرن التاسع عشر وكان أول مؤسسة في العالم تقوم بجمع القطع الفنية الإسلامية بطريقة منتظمة في حين أنه في آواخر القرن التاسع عشر أهتم المتحف بالفن المعاصر في الشرق الأوسط.