التقويم المستمر .. من المشاريع التربوية التي طبقتها وزارة التربية لقياس وتقويم تحصيل الطلاب في المرحلة الابتدائية , إلا أنه ظل مثار جدل كبير بين التربويين , من حيث فاعليته ومدى قابليته للتطبيق ، وشاعت في الفترة الأخير تكهنات حول إلغاءه .. (البلاد ) استطلعت آراء عدد من التربويين حول التقويم المستمر وما إذا كان بنظرهم نجح أم فشل , وما إمكانية تطبيقه بجميع مراحل التعليم العام فكانت هذه رؤيتهم .. ضعف تحصيلي بداية تحدث لنا الأستاذ ( بسام مصطفى تركي ) مدير مدرسة العلا الأهلية الابتدائية , قائلا : التقويم المستمر من الناحية النظرية يعد من أنجح الطرق المستخدمة في القياس والتقويم للطالب وأحد الأدوات المهمة والفعالة للمعلم في قياس ومتابعة التحصيل الدراسي وتطوره وتحسنه لدى الطالب على مدى العام ومن الناحية العملية والتطبيقية أساء بعض المعلمين فهمه وتطبيقه بالشكل , الذي تمنت الوزارة والتربويين ونتج عنه مستوى تحصيلي وعلمي ضعيف للطلاب وبخاصة لطلاب الصفوف العليا . و يرى من وجهة نظرة ضرورة إلغاءه بالصفوف العليا وإبقاءه فقط للصفوف الأولية مع متابعة وتطوير أداء المعلمين . وختم قوله بأنه يرى أنه غير صالح للمرحلتين المتوسطة والثانوية حتى لا تتكرر مأساة الضعف التحصيلي بالإضافة إلى المجاملات في تطبيقه التي تحدث من قبل بعض المعلمين. لم يثبت نجاحه اما الأستاذ ( عبدالله عبدالغني الثقفي ) وكيل مدرسة شداد بن أوس الابتدائية فأوضح بأن التقويم المستمر يعتمد على نوعية المعلم من حيث التأهيل والكفأه ، فهو لا زال غير فعال بالشكل الصحيح كما زاد أنه مع إلغاءه وعدم تطبيقه في المرحلتين المتوسطة والثانوية لأنه لم يثبت نجاحه على حد وصفه .. وأكد أن التقويم المستمر أثبت فشله الذريع ولكي تكن النتائج على مستوى أفضل فلا بد من عمل دورات تدريبية للمعلمين والمشرفين التربويين لفهم واستيعاب ماهية التقويم المستمر بالشكل الأمثل. ذو فاعلية عالية وقال الأستاذ ( معجب أحمد العدواني ) ماجستير في أصول التربية : أن التقويم المستمر نظام معمول به في كثير من دول العالم المتقدم ويتيح فرصة التقويم بأكثر من طريقة كالاختبارات الشفوية والتحريرية والملاحظة والمناقشة وغيرها. وأضاف أنه ذو فاعلية عالية طالما وجد المعلم المخلص الواعي والملم بطرقه وقواعده والمدرب على تطبيقه كونه لا يعطي حكما متسرعا على الطالب حتى نهاية العام . كما أن وعي الأسرة وتعاونها مع المدرسة يزيد فاعليته بشكل أكثر. وأضاف أن مسألة بقائه أو إلغاءه فهذا أمر تقرره الوزارة والمختصين من واقع مالديهم من إحصائيات ومعلومات ومؤشرات تتيح لهم اتخاذ القرار. وقال إن تطبيقة في المرحلتين المتوسطة والثانوية فمن وجهة نظري يحتاج إلى القيام بدراسات مسحية لطلاب المرحلة الابتدائية لمعرفة مدى اكتسابهم المهارات التي تؤهلهم للمرحلة اللاحقة مع دراسات أخرى للتأكد من وعي معلمي المرحلة الابتدائية بالتقويم المستمر ومدى تطبيقهم له بالشكل الصحيح. كما أقترح تقليص عدد المهارات في الصفوف العليا بإعادة هيكلتها وحذف المتكرر منها لتتناسب مع عامل الزمن وعدد الطلاب والفروق الفردية بينهم والإمكانيات المتاحة. وأقترح أيضا التوسع في دبلوم الصفوف الأولية ليصبح دبلوم التقويم المستمر ليشمل أكبر شريحة من المعلمين في المرحلة الابتدائية. نؤيد بقاءه وقال الأستاذ ( إبراهيم الدوسي ) معلم بمدرسة ابتدائية أنا مع بقائه في المرحلة الابتدائية حيث أثبت نجاحه وجدارته في إعطاء الفرصة للمحاولة ومعرفة الفروق الفردية بين الطلاب. وزاد في قوله أما المرحلة المتوسطة وأيضا الثانوية يمكن تطبيقه في المواد النظرية أما المواد العلمية فالتقويم المستمر فيها غير مفيد بل الاختبارات والتطبيقات العملية هي الأجدى. ما زال غامضا وقال الأستاذ ( عوض الله جميل الحليلي ) معلم بمدرسة أنجال الصفوة أن التقويم المستمر غامض في بعض جوانبه ويحتاج إلى من يفسره حتى يسهل على المعلمين فهمه وتطبيقه ويرضى بنتائجه الطالب وولي أمره. وأضاف لا أرى جدوى في تطبيقة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية لأن نتائجه ومستوى الرضا العام عنه لا زال دون المأمول بين التربويين. وأبان بأنه لا يمكن أن يكون ناجح ولدى المعلم نصاب كامل من الحصص وغيرها من الأعباء كالإشراف والريادة والنشاط ولتحقيق نتائج أفضل فلابد من تقليل الأعباء ليتمكن المعلم من تقديم برامج علاجية وإثرائية تقدم التقويم المستمر على نحو أفضل. مشروع فاشل وحتى نحيط بالموضوع من كافة جوانبه التقينا ب ( حسين محمد ) أحد أولياء أمور الطلبة وقال: من وجهة نظري أن التقويم المستمر فاشل بدرجة كبيرة حيث يعتمد على حضور الطالب بغض النظر عن إنتاجيته وكثير منا لا يعرف عنه سوى (1) و (4) كتقدير لمستوى الطالب. وأضاف أن البيئة التعليمية غير صالحة لتطبيقه بنجاح في الوقت الراهن ويحتاج إلى تطوير قدرات بعض المعلمين فكريا وعلميا وإدراكيا مع مستجدات العصر. وقال لا أرى مشكلة في تطبيقة بالصفوف الثلاثة الأولى أما المراحل الثلاث العليا الابتدائية والمتوسطة والثانوية فنظام الاختبارات أفضل لإعداد النشء للحياة والعمل.