أعادت مساعي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للانفتاح على المحيط العربي والحد من التدخلات الإيرانية في شؤون بلاده وتلجيم نفوذ الميليشيات التابعة للحرس الثوري، تسليط الضوء على دور إيران في تعميق أزمات العراق ونهب مقدراته طوال 17 عاماً ماضية، إذ يعتبر نظام الملالي الأراضي والثروة العراقية بكامل مجالاتها، مسخرة لخدمته وجزءًا من حديقته الخلفية الممتدة من العراق إلى لبنان مرورًا بسوريا. ولوقف تدخلات طهران في شؤون العراق بدأت التحركات من قبل رئيس الوزراء للعودة للحضن العربي، إذ يتوقع أن تعقد خلال أيام قمة ثلاثية في عمان يشارك فيها الكاظمي، إلى جانب الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت كشف سفير بغداد في الرياض، قحطان الجنابي أمس (الاثنين)، لوسائل إعلام عراقية عن ترقبهم لتحديد موعد زيارة الكاظمي للمملكة، لتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة. وقال الكاظمي، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، إن مشروع بلاد الشام الجديدة وفق النسق الأوروبي، سيتم طرحه خلال القمة الثلاثية المرتقبة بين العراق والأردن ومصر، والذي من خلاله ستكون تدفقات رأس المال والتكنولوجيا أكثر حرية بين الدول الثلاث، مضيفاً أنه سيسافر إلى السعودية قريباً لبحث تطوير العلاقات الثنائية. وكانت واشنطن، منحت العراق إعفاء من العقوبات المفروضة على استيراد الطاقة الإيرانية، حيث يواجه العراق صعوبات متزايدة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، في الوقت الذي يحاول فيه تقليل اعتماده على طهران. ويعيش الشعب العراقي طيلة قرابة عقدين ويلات تدهور الاقتصاد والخدمات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، بسبب تطويع إيران وميليشياتها لحكومات العراق المتعاقبة لخدمة مشروع الملالي ومساعدة نظام طهران للالتفاف على العقوبات، ويمثل إفقار العراق وضرب قدراته الاقتصادية مصلحة غاية في الأهمية بالنسبة لإيران، على اعتبار أنها فتحت أبواب الأسواق العراقية على مصراعيها، أمام البضائع الإيرانية، خاصةً في ظل العقوبات الاقتصادية الخانقة، التي تفرضها الولاياتالمتحدة على إيران. ويعمل النظام الإيراني بكل الأساليب والأدوات لمنع خروج العراق من تحت عباءته، ومنها اغتيال النشطاء واستهداف مقرات حكومية وأجنبية، ما يجعل مستقبل البلاد محفوف بالمخاطر، خاصةً مع وصول الكاظمي إلى منصب رئيس الحكومة، وشروعه بالعديد من الخطوات للحد من السطوة الإيرانية في العراق. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس، إن "الرئيس دونالد ترمب أوضح بأن إيران لن تحصل على السلاح النووي"، معتبراً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو أن "حصول إيران على السلاح سيضر بالشرق الأوسط".