شكل نجاح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الوصول إلى تفاهم وتنسيق أمني طويل الأمد مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ضربة موجعة للمليشيات الموالية لإيران، التي تعمل على زعزعة استقرار العراق، في محاولة فاشلة لإسقاط الكاظمي عبر اغتيال النشطاء السياسيين المعارضين لتدخل الملالي في شؤون العراق الداخلية. وترى المليشيات أن الاتفاق العراقي الأمريكي يهدد نفوذها في بغداد، خاصة مع تواتر أنباء عن قمة ثلاثية بين العراق والأردن ومصر في عمان خلال أيام، في إطار مساعي الكاظمي لعودة بلاده للحضن العربي لتلجيم الهيمنة الإيرانية. واعتبر محللون وناشطون أنه في ظل الخلاف الواضح بين الميليشيات الموالية لإيران والكاظمي، فإن الميليشيات ستكثف استخدام قوة السلاح الذي تمتلكه من أجل أخذ الثأر من الناشطين البارزين في التظاهرات الذين طالبوا بإسقاطهم وتسليمهم للعدالة، كما أشاروا إلى أن الميليشيات تعتبر تكثيف الاغتيالات فرصة مناسبة للضغط على الحكومة وإسقاطها، حيث يعطون التصور للشارع بأن الكاظمي ليس على قدر المسؤولية وباتت الأمور تتفلت من بين يديه، بدءًا من عملية اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي مرورًا بتحسين أسامة والطبيبة ريهام يعقوب. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة تصفيات لناشطين عراقيين، مشاركين في الحراك الشعبي المستمر منذ أكتوبر الماضي، وذلك بعد تشييع جثمان الناشطة ريهام يعقوب، التي قضت برصاص مسلحين مجهولين، تتضمن أسماء نشطاء من الجنسين بهدف تصفيتهم وإرهاب الشعب العراقي. ولفت الناشطون إلى أن حساب باسم "زلم الشايب" على "تويتر"، الذي يعود لمناصري نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، أبو مهدي المهندس، كان أول من نشر القائمة، مرفقًا إياها بتهديدات صريحة بالقتل، من خلال نشر عبارة: "خلي ينتبهون على أنفسهم، كواتمنا لا تخطئ الهدف". ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد صدامًا بين الميليشيات والكاظمي، لا سيما أن الأخير يعود من الولاياتالمتحدة بدعم كبير من أجل وضع حد لسلاح الميليشيات المنفلت وحصره بيد الدولة، كما أنه سيعقد قمة ثلاثية بالأردن، الأسبوع المقبل ضمن جهوده لتعزيز علاقات بغداد العربية لتلجيم الهيمنة الإيرانية.