خصصت أمانات المناطق والبلديات مقابر لاحتضان أجساد وفيات فيروس كورونا المستجد، الذين يتم غسلهم في المستشفيات بإشراف وزارة الصحة، بعد أن تم تأهيل عدد من مغسّلي الموتى للتعامل السليم وفق الإجراءات الوقائية. في حين لا يتمكن ذوو وفيات فيروس كورونا المستجد، من غسل الميت وإلقاء النظرة الأخيرة عليه "كشف الوجه والتقبيل"، في ظل فرض إجراءات احترازية للحد من انتشار العدوى بين أفراد المجتمع، حيث أنه لا يسمح بالتجمع أثناء غسل المتوفى بالفيروس أو إقامة العزاء. وقع خبر الوفاة كالصاعقة ، بعثر التفكير واوجد منطقة لا توازن في العقل وتشتت الذهن وتعكرّ المزاج. الجسد اصبح جثة هامدة بلا حراك ففيروس كورونا لايفّرق بين أحد ، يختار ضحاياه عشوائياً ويغرس أنيابه بشّدة حتى الموت. صوت سيارة البلدية يقترب وهي تدلف الى جوف بدروم المستشفى تجاه ثلاجة الموتى وهنالك ممنوع الاقتراب بشدة حتى لأقرب المقربين حيث الجثامين ملفوفة بطبقات من القماش والبلاستيك يحملها المختصون بأغطية الوقاية الخاصة الى السيارة، يغلقون الباب متجهين صوب مستشفى آخر لحمل جثامين اخرى وسط ذهول اهالي المتوفي الذين يحملون الاوراق الرسمية لفقيدهم دون التمكن من رؤيته او السلام عليه او توديعه عن قرب. تنطلق عربات البلدية بعد جمع الجثامين من المشافي صوب الشمال، في رحلة طويلة على بعد 60 كيلومترا صوب مقبرة ذهبان المكان الوحيد المخصص لدفن جثامين ضحايا كورونا اهالي الضحايا يسابقون الزمن لإنهاء اجراءات الغسل والصلاة والدفن والذي يتم هنالك على عجل حيث الجثامين كثيرة والاحترازات عالية والاشتراطات الوقائية متعددة. التعامل مع الجثة (البلاد) سألت الدكتور طلال إكرام بصحة جدة سابقاً والمدير الطبي لمستشفى المستقبل بجدة عن أهم الخطوات الاحترازية في التعامل مع المتوفين، ولماذا يُمنع الاقارب من رؤية فقيدهم؟، فأجاب موضحا ان جثة المتوفي بالكورونا معدية وتعامل باشتراطات وقائية كما الاحياء خاصة السوائل التي تفرزها الجثة ويجب على المتعامل مع الجثة سواء من الاطباء او هيئة التمريض او عمال النظافة او المغسلين او من يقومون على حمل ودفن الجثمان، ان يقوموا بارتداء اللباس الوقائي الكامل في جميع مراحل الدفن وما قبل الدفن من غسيل او تجهيز للغسيل ويتكون هذا اللباس من قناع للوجه( ماسك ) ونظارات حماية العينين وغطاء للرأس ولباس كامل للجسد وأحذية مخصصة للحماية ، فيما يتم التخلص من جميع هذه المستلزمات وفق قواعد وتعليمات مكافحة العدوى ولابد أن تكون مشاهدة الجثمان من قبل اقاربه على بعد لا يقل عن متر من غبر لمس للجثمان او تقبيله. تعليمات مشددة وتنص التعليمات عند مشاهدة جثمان المتوفى على منع الأقارب منعا باتا من الملامسة السطحية المباشرة للجثة مثل اللمس أو التقبيل مع وجوب ارتداءالملابس الواقية قبل مشاهدة الجثمان وتشمل قفاازت، الحذاء ذي الرقبة المِقاوم لنفاذ الماء وللانزلاق، ومريول بلاستيكي غير منفذ للسوائل أحادي الاستخدام وكمامة طبية عادية ومريول بأكمام طويلة من الأمام والذارعين ضد السوائل وإبقاء مسافة لاتقل عن متر واحدمن الجثمان. إجراءات احترازية وعن الإجراءات الاحترازية أثناء الدفن فيوصى كل من يقوم بعملية الدفن باستخدام مستلزمات الوقاية الشخصية واحتياطات مكافحة العدوى من كمامات طبية وقفازات ومريلة طبية مع الالتزام بغسل الأيدي بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية بعد انتهاء عملية النقل والدفن. وعدم التجمع أثناء مراسم الدفن مع الالتزام بطرق الوقاية الأساسية كما يجب التخلص من مستلزمات الوقاية الشخصية الخاصة بكل القائمين على علمية الدفن في الأكياس الخاصة بذلك (أكياس النفايات الطبية الصفراء).