واجه النظام الإيراني احتشاد المعارضة بالخارج ، بتكثيف التواجد الأمني في مدن البلاد لمنع تمدد الاحتجاجات التي اندلعت في بهبهان، وبينما قُتل قائد قوات الباسيج في أورامان في اشتباك مع المعارضة الكردية، اعترفت صحف إيران الصادرة، أمس السبت، بالمظاهرات المناهضة لنظام الملالي وبتأزم الوضع الاقتصادي واستمرار تدهور الأحوال المعيشية للإيرانيين، وطالبت صحيفة بعدم تنفيذ أحكام الإعدام ضد 3 شبان من متظاهري نوفمبر، والتي كانت سببًا رئيسيًا في إشعال شرارة الاحتجاجات. في مؤشر على تصاعد التحديات التي تواجه النظام على أكثر من مسار، أعلن الحرس الثوري الإيراني، السبت، مقتل قائد قوات الباسيج في أورامان، جمال كريمي، وعضو في باسيج المنطقة، خلال اشتباكات مع مجموعة كردية في محافظة كردستان غرب إيران، في ظل مواجهات عديدة في المناطق الكردية بين الحرس الثوري وأكراد معارضين للإقصاء والتهميش السياسي والاقتصادي، الذي يمارسه النظام الإيراني ضد المكونات غير الفارسية في البلاد. يأتي ذلك متزامنًا مع انتشار أمني كثيف لقوات الأمن ووحدات الباسيج في عدة مدن رئيسية وشن حملات اعتقالات ضد ناشطين، عقب خروج مظاهرات عارمة في مناطق عدة منددة بسياسات النظام، وتداول ناشطون أخبارا حول انتشار أمني في العاصمة طهران، كما انتشرت مقاطع عن تكثيف الوجود الأمني في شوارع بهبهان، جنوب غرب البلاد، والتي شهدت مظاهرات حاشدة مساء الخميس، إضافة لنشر القوات الأمنية في مدن مشهد وشيراز، وأفادت تقارير بخفض سرعة الإنترنت في طهران ومحافظات أخرى، تحسبًا لتجدد الاحتجاجات. فيما دعت المعارضة الإيرانية في المنفى المدعومة من شخصيات سياسية أمريكية وأوروبية، في تجمع افتراضي هو الأضخم عالميًا بمشاركة آلاف الأشخاص عبر 30 ألف نقطة اتصال من نحو 100 دولة، تحت عنوان "قمة إيران الحرة"، إلى انتفاضة من أجل استعادة إيران وبناء بلد حر فيها. وقالت مريم رجوي زعيمة حركة "مجاهدي خلق" ورئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الجهة المُنظمة للمؤتمر من ألبانيا، "نحن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية سنطيح النظام ونستعيد إيران"، مضيفة "سنبني إيران حرة وسنقيم جمهورية ديمقراطية وغير نووية"، وتابعت "اليوم كل شيء يشير إلى أن الحكم الديكتاتوري في طريقه للسقوط"، معتبرة أن "الانتفاضة الملتهبة في نوفمبر الماضي أظهرت أن هناك قوة للإطاحة بالنظام في قلب مدن إيران"، مؤكدة أن "الكلمة الأخيرة هي أنه لا يوجد حلول لدى الملالي ونظامهم محكوم بالسقوط بأكمله"، وحثت رجوي الحكومات والهيئات الدولية على "الوقوف إلى جانب شعب إيران في هذه المواجهة التاريخية مع أكبر تهديد للسلم والأمن العالميين". في غضون ذلك، اعترفت الصحف الإيرانية الصادرة السبت بالتظاهرات المناهضة للنظام وبتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للإيرانيين، وعنونت "همدلي" ب"رواية الحرس الثوري والشرطة عن احتجاجات مشهد وبهبهان"، مؤكدة أن المظاهرة في بهبهان شهدت ترديد شعارات مناهضة للنظام، وأن القوات الأمنية تعاملت مع المحتجين بأصى العنف والقمع المعتاد . وعن تأزم الوضع الاقتصادي وتدهور الأحوال المعيشية، عنونت "آسيا" ب"أوضاع السوق غير طبيعية"، وعنونت "أفكار" ب"ليتدارك المسؤولون الشعب"، أما "صمت" فعنونت"الوضع عند الحالة الحمراء"، وتساءلت عن المستفيدين والخاسرين من الوضع الاقتصادي المضطرب في إيران، فيما أشارت صحف أخرى إلى وضع النفط وصادراته المتوقفة جراء العقوبات الأمريكية، وعنونت "أخبار صنعت" ب"وفاة النفط في الاقتصاد الإيراني"، وكتبت "بهار": "آبار النفط في إيران تغلق بثلاثة أقفال". وقالت "ستاره صبح" في مقالها الافتتاحي: لماذا لا ينبغي تنفيذ حكم الإعدام بحق الشباب الثلاثة، مطالبة بإلغاء إحكام الإعدام بحق ثلاثة من محتجي نوفمبر، كونهم خرجوا في مظاهرات عفوية، احتجاجا على رفع أسعار البنزين، محذرة من أن التجارب التاريخية أثبتت أن إعدام المعارضين السياسيين لن يقلل من حجم المعارضة السياسية بل سيزيد لهيبها، في إشارة إلى أن سلوك النظام القمعي سينتهي بسقوطه.