من أكثر الأمور التي جعلتنا نشعر بمن حولنا في هذه الأيام.. أننا نعيش معاً نفس الأحداث، فمن يخبرك اليوم أنه يشعر بما تشعر به وأنه يقف مكانك، ولأول مرة لم يكن يدعي، بل هو يقول الحقيقة ويحس بكل ما تعانيه، بل قد يصل إلى حدود الوصف الدقيق لكل ما تشعر به من خوف وقلق ناتج عن عدم المعرفة بما سيحدث في الأيام القادمة، وأيضاً ما تحمله من رجاء وتفاؤل بالمستقبل، ففي الحالتين هو أيضاً مثلك، باختلاف بسيط في مقدار تلك المشاعر والأحاسيس. لعل هذه المشاعر تجعلنا نشعر أكثر بمن عزلهم الحظر عن أمور حياتهم اليومية التي كانوا يسلكون فيها سبيلاً للعيش الكريم، وكانوا في كل عام ينتظرون أصحاب الأيادي البيضاء، لينهلوا عليهم بما فاض به شهر الخير من عطاءات وخيرات تتكرر كل عام، لم يتغير الأمر فمن اعتاد على أن يكون من أهل الخير لا يمنعه شيء من أن يكمل مسيرته في الخير، وسيسعى لتحقيق ذلك من خلال القنوات الصحيحة، في ظل الظروف والاحترازات الموضوعة.. فلازال الخير في هذه الأمة، وسيبقى مادام هناك قلب ينبض بحب الخير للجميع، ومادامت هناك سواعد شابة تمد يدها لتساعد من انقطعت عنه السبل، سيبقى الخير مادامت هناك دولة تدفع مواطنيها للبذل والعطاء، وتسهل لهم الوسائل في ظل جو آمن، وتحرص على توفير الحماية لهم، مؤمنة بقدرتهم على القيام بدورهم الذي سكن في قلوبهم منذ سنين. كم هو جميل أن نلتف حول بعضنا نبحث عن طوق نجاة في وسط الإعصار، وكم هو جميل أن أشير لك بأن هناك في نهاية الطريق يوجد قبس من نور يضيء لنا العتمة، نحتاج لبعضنا كي نبلغه، فإن وصلته وكنت من الناجين ظفرت بما فيه، وإن لم تصل ووافتك المنية فما عند الله أعظم وأكبر، لن يقلقني أن نصل جميعنا إلى المرسى، فبعون الله سنصل، مادمت تحافظ على دورك وتبقى آمناً في البيت. للتواصل على تويتر وفيس بوك