ما الذي يدفعك للقيام بأمر تحب أن تقوم به دائماً؟. ما الذي يُلزمك لتغيير روتين حياتك الذي اعتدت عليه وتمارسه كل يوم، على الرغم من شكواك المتتالية حول رتابة الحياة وجمودها؟. ما الذي يُجبرك على أن تمتنع عن زيارة الأصدقاء والأحباب…؟ مؤكد لن يمنعك من ذلك سوى عدم رغبتك بالقيام بتلك الأمور، أو أن مزاجك في وقت معين يفرض عليك الابتعاد قليلاً، قد تتأفف من زيارة دون ميعاد.. من اتصال يقطع حبل أفكارك وأنت في اجتماع مهم، من حفل عائلي لا يتوافق مع جدولك المكتظ، وربما يترتب على أحد تلك الأمور تغير في جدولك اليومي، أو بعض الفوضى في الأعمال إذا تطّلب الموضوع قضاء ساعات إضافية لم تكن في الحسبان. لا تجزع..! فهذا حالنا جميعنا، لا تعتقد أنك شخص سيء، وأنك مختلف عن الآخرين، أو أنك لا تنتمي لفئة الأشخاص الاجتماعين، كل ما في الأمر.. أن حياتك العملية طغت على الاجتماعية، فتحولت من كائن بشري إلى رجل آلي يعمل وفق برمجة محددة تنتهي بنهاية الأسبوع، ثم تستأنف عملها مع بداية الأسبوع التالي، وقد تكون وصلت بآليتك إلى حد البرمجة الكاملة دون فترات للراحة. كيف حالك اليوم.. هل باءت جميع أفكارك بالفشل، انظر حولك.. الكون مستمر في الدوران، ولم تتوقف ساعة الزمن، ولم ترسُ «المراكب السايرة» إلا عندما دعت الحاجة لذلك. هل لازلت تعاني من ضغوط الوقت غير الكافي وأنك مشغول مشغول يا ولدي.. انتهت تلك الدوامة التي كانت تخطفك من أعز أحبابك، وحتى لو كان انتهاؤها لأجل محدود.. فعلى الأقل تركت لك مساحة لتفكر في أمور لم يُسمح لك بالتفكير فيها مسبقاً، استمتع ولتترك الغد لخالقه، حاول أن تنظر في عيون من حولك.. ستجد فرحة خجلة وابتسامة عذبة ترحب بوجودك، ستجد قلوباً كانت تتلهف للبقاء قربك، لقضاء وقت كانت تخطف منه لحظات في السابق، فأتت الفرصة لتنعم بقدر كبير منه، فرحة عالية سببها وجودك في حياتهم، الأكيد أنك تشعر بنفس الشعور، بل أنك وبرغم حرصك على وقت العمل.. حمدت الله كثيراً على أنهم لايزالون في حياتك، إذاً فليكن الحمد فعلاً لا قولاً، وعبّر عنه قبل أن تعود المياه إلى مجاريها، وتودّع مساحة الراحة التي حظيت بها. إنما قبل أن تلملم شعثك وتستعد للعودة.. فلتكن العودة مختلفة، ولتبقي جزءًا من ذلك الشعث تعود إليه ضمن جدولك اليومي، حتى لا نكون ممن لا يحسن التعّلم «ويرجع الكتان زي ما كان». للتواصل على تويتر وفيس بوك