أشرقت شمس الوطن من جديد، وعادت الابتسامة لتشع في أرجائه، وتلحفت أرضه السعادة، وشربت الحبور، ونال أهلها الفرح والسرور. يعود خادم الحرمين الشريفين إلى وطنه الذي اشتاق له، فتعود إلى الروح حياتها، وتبتل عروقها، وتشدو بأجمل قصائدها، وترسم أحلى صورها وترقص طربا بمقدم الغالي الذي انتظره الناس، وتلهفوا لخبر عودته، من اليوم الأول الذي غادر فيه الوطن في رحلة علاجية، كانت فيها قلوبنا معه، ودعواتنا تسبقها، بأن يعود أبو متعب حبيب الشعب إلى أرضه وناسه، وأن يواصل مع إخوانه قيادة البلد الأمين إلى رحاب أوسع من التطور والتنمية والحضارة. يعود أبو متعب الذي احتل مساحة واسعة - بل كل المساحة - في قلوب شعبه، ومعه تعود ابتسامة بعرض الوطن من الخليج إلى البحر، ومن عرعر إلى جازان، كلها تشع فرحا، كلها ترفع يدها إلى السماء لتشكر الله على ما من به من شفاء وعافية وصحة على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وحفظ إخوانه من أجل مواصلة رحلة البناء التي وضع حجرها الأول الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه. إن فرحة الشعب بقدوم مليكهم وحبيبهم تأكيد جديد على العلاقة المتينة التي تربط القيادة بالمواطن، وهي علاقة لم تأت من فراغ، بل نتاج طبيعي لما قدمته هذه القيادة الرشيدة من دعم وعطاء للوطن ومواطنيه، إذ لم تبخل عليهم بشيء، ولم تتأخر عنهم ولا تلمس احتياجاتهم، ولم تأل جهدا في تحقيق كل ما يواكب تطلعاتهم، ويسهل أمور معيشتهم، ومن يقرأ مثلاً الأرقام والمشروعات التي حملتها الموازنة المالية الأخيرة للدولة يدرك هذا الأمر بجلاء، كما أن من يتابع ردة فعل القيادة أمام ما حدث في جدة من سيول وحرصها على وضع الأمور في نصابها الصحيح، يدرك مقدار الهم الذي تحمله القيادة من أجل الوطن والمواطن، وأنها تحرص على مشاركته كل ظروفه، وآلامه، وقبل ذلك تحرص على معالجتها ووضع العلاج الناجع لها، وتقديم العون كل العون والدعم لمن تضرر منها. عاد خادم الحرمين.. وعادت معه الحياة.. وأشرقت الشمس.. وابتلت العروق.. فالحمد لله على ما من به علينا من فضل، والشكر لله على ما أسبغ على مليكنا من صحة وسلامة.. سائلين الله أن يديم عزه وعز إخوانه وشعبه ووطنه، في أمن ورخاء وهناء عيش وصحة وأمن وأمان من الرحيم الرحمن. محافظة الزلفي