في ظل حالة القلق التي تسود بعض المجتمعات في إقليم شرق المتوسط إزاء دفن ضحايا فيروس كورونا في المدن والقرى التي يعيشون فيها خوفا من انتقال العدوى، أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات بشأن “الوقاية من العدوى ومكافحتها في الإدارة السليمة لجثث الموتى في سياق جائحة كوفيد-19″، وأوضحت فيها أن أجساد الموتى لا تنقل عدوى كوفيد-19 بوجه عام، ومع ذلك، تنصح المنظمة العاملين، مثل العاملين الصحيين وموظفي المشرحة والقائمين على عملية الدفن، المسؤولين عن التعامل المباشر مع الجثامين باتخاذ التدابير اللازمة قبل الدفن. وقال استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي ل “البلاد” يجب على العاملين الذين يقومون بمهام تغسيل الموتى وتمشيط الشعر وتقليم الأظافر ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة، مثل القفازات والعباءات وحيدة الاستعمال المانعة للماء والكمامات الطبية وواقيات العينين وفقاً للاحتياطات القياسية. مشيرا أن اتخاذ تلك الاحتياطات لا يعني أن عدوى كوفيد-19 تنتقل من الموتي بل لاحتمال وجود الفيروس على الأسطح المحيطة بالمتوفى أو عالقاً بملابسه ومقتنياته التي يتعامل معها هؤلاء. مؤكدا أن أبرز طرق انتقال العدوى هي التعرض لرذاذ شخص مصاب عن طريق السعال أو العطس، وقد يلمس شخص سطحاً ملوثاً بفيروس كورونا بيده ثم يلمس العين أو الأنف أو الفم فينتقل الفيروس العالق بهذا السطح إليه”. من جانبه أوضح استشاري أمراض الباطنية والقلب مدير عام مستشفى ماركا التخصصي الدكتور باسل محمد المشهراوي أن جثث ضحايا كورونا من الممكن أن تنقل العدوى بسبب خروج بعض السوائل التي تبقى في الجثة لفترة زمنية تمتد إلى12 ساعة والتي تحمل الفيروس الذي يعيش أياما على الأسطح والأماكن العالق بها، لذلك يتم نقل الجثة والتعامل معها بعد هذه المدة بشكل دقيق ومركز من قبل مختصين. كما قال وليد حسين حج عمر رئيس قسم الأمراض الوبائية سابقاً بالمختبر الإقليمي بالرياض إنه لا يوجد دليل على انتقال فيروس كورونا من الجثث المصابة ولم تسجل أية جهة وجود حالات عدوى من الجثث حتى الآن ، لافتا إلى أن معظم مسببات الأمراض لا تعيش لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت، ولكن ذلك لا يمنع من ضرورة اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحماية من قبل الأشخاص الذين يتعاملون مع جثث المتوفين. ولفت إلى أن معظم الفيروسات عموما تتحور جينيا وتغير من بعض خصائصها بما يناسب ظروف انتقالها وغزوها وتكاثرها داخل الخلية، إلا أن الدراسات جارية لدراسة المنظومة الجينية لفيروس كورونا في المختبرات المختصة كمختبر الصحة الوطني بالرياض لمعرفة التحورات الجينية إن وجدت.