لم تتخل تركيا عن عدوانها على الدول الأخرى، بل واصلته في العراق وليبيا، عندما قصفت مخيما للاجئين في قرب بلدة مخمور العراقية، وارتكبت جرائم حرب في مدينتي صبراتة وصرمان بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس. وأدانت قيادة العمليات المشتركة في العراق، أمس (الخميس)، خرق الطائرات التركية للأجواء العراقية، معتبرة أنه انتهاك صارخ لسيادة الدولة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية، مبينة أن العراق على أتم الاستعداد للتعاون وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة. واستنكرت قيادة العمليات المشتركة في العراق، قيام طائرات تركية باختراق الأجواء العراقية، واستهداف مخيم للاجئين قرب مخمور ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأتان، وإصابة آخرين. وقالت في بيان لها: "هذا التصرف الاستفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية ويعد انتهاكا صارخا للسيادة العراقية. يجب إيقاف هذه الانتهاكات احتراماً والتزاماً بالمصالح المشتركة بين البلدين". واعتبر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق، عبد الكريم خلف، أن القصف التركي "عمل عدواني"، مضيفاً أن "ما قامت به طائرة مسيرة تركية بخرق الأجواء العراقية يعد عملاً عدوانياً منفرداً تتحمل أنقرة نتائجه". وفي ليبيا ارتكبت ميليشيات أنقرة الداعمة لحكومة الوفاق جرائم حرب في مدينتي صبراتة وصرمان، مستهدفة الأهالي المتعاونين مع الجيش الوطني في معركته لتطهير المنطقة الغربية من الإرهابيين، ما دفع بعثة الأممالمتحدة في ليبيا تندد بإجرام الميليشيات التي اقتحمت سجن صرمان وأطلقت سجناء من بينهم إرهابيين ومتطرفين، بالإضافة إلى ترويع المدنيين من سكان صرمان وصبراتة. وقالت البعثة الأممية إنها "تدين الأعمال الانتقامية في المدن الساحلية الغربية، ما أسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين، مهددا باحتمال حدوث موجات نزوح جديدة". وأضافت: "تابعنا ببالغ القلق تقارير تفيد بوقوع هجمات على المدنيين واقتحام سجن صرمان وإطلاق سراح 401 سجين بدون إجراءات قانونية، علاوة على تمثيل بالجثث وأعمال انتقامية بما في ذلك أعمال النهب والسطو وإحراق الممتلكات العامة والخاصة في المدن الساحلية التي سيطرت عليها قوات تابعة لحكومة الوفاق". وتعليقا على الجرائم التركية، قال مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد لدراسات الشرق الأوسط هشام البقلي، إن الطريقة التي تعاملت بها الميليشيات في صبراتة وصرمان هي المعتادة لتلك التنظيمات التي تم غسل أدمغة عناصرها، ليكونوا أداة بطش وإرهاب ضد الأهالي والمدنيين دون مراعاة لقوانين الحرب وقواعد الاشتباك، فأردوغان زرع بداخلهم فكر "داعش" لقتل كل من يعارضهم واستحلال ممتلكاته، مشددا على أهمية أن يقف المجتمع الدولي ضد هذه الجرائم المنظمة ضد الشعوب العربية. فيما أكد الباحث في الشؤون الدولية محمد ربيع الديهي، أن أردوغان يسعي إلى تحقيق أي مكاسب لتبييض وجهه أمام شعبه واتباعه حول العالم، في ظل التدهور الاقتصادي الكبير في الداخل التركي والعجز عن مكافحة تفشي وباء كورونا. وفي الداخل التركي، أطلق نظام أردوغان أمس، أحد أكبر زعماء المافيا علاء الدين كاسكيسي، المحكوم عليه ب16 سنة سجنا، بينما ترك معارضي نظامه تحت القمع والبطش بالزنازين، وسط انتقادات حادة لقراره الخارق للقانون.