بينما يسعى نظام الملالي للتحايل على العالم، مطالبا برفع العقوبات الأمريكية بذريعة العجز عن مواجهة جائحة كورونا، تضيق واشنطن الخناق على طهران، بدليل تحذير الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، لإيران من دفع ثمن باهظ حال هاجمت القوات الأمريكية في العراق. وقال ترمب في تغريدة سابقة، إن "معلومات وحقائق تؤكد أن إيران أو وكلاءها يخططون لهجوم مباغت على قوات أمريكية أو منشآت في العراق. إذا حدث ذلك، فإن إيران ستدفع ثمناً باهظاً جداً"، وذلك بعد وصول قائد فيلق القدسالإيراني الجديد، إسماعيل قأني، إلى بغداد هذا الأسبوع، في ظل فشل الأحزاب والميليشيات العراقية الموالية لإيران بالتوافق على تشكيل حكومة جديدة، ورغبة طهران في تسمية شخصية موالية لها، وعملها على تنسيق عمل الميليشيات التابعة لها في العراق، كميليشيات حزب الله العراقي التي توعدت بمواصلة استهداف المصالح الأمريكية في العراق. فيما عبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن قلقه من تقارير تفيد بتورط دبلوماسيين إيرانيين في اغتيال معارض للنظام في تركيا، وأضاف "لكنها تتسق مع مهام أولئك الموظفين". ولفت في تغريدة على "تويتر" إلى أن "الدبلوماسيين الإيرانيين عملاء إرهاب، وقد ارتكبوا اغتيالات وتفجيرات عديدة في أوروبا خلال العقد الماضي"، بالمقابل يواصل المسؤولون الإيرانيون اتباع نفس السياسة في التنصل من المسؤولية على التحريض ضد المصالح الغربية والأمريكية في المنطقة رغم دورهم في دفع حلفائهم على شن هجمات خاصة في العراق. ومارس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس (الخميس)، دور الضحية بالقول إن بلاده تتحرك دفاعا عن النفس، وأنها لا تبدأ الحروب، وذلك بعد يوم من تحذير ترمب لإيران من أنها ستدفع "ثمنا باهظا" إذا هاجمت القوات الأمريكية في العراق، على الرغم من معرفة جميع دول العالم بأن إيران تكون المعتدية دائماً وليست الضحية. وككل مرة تضع إيران نفسها في موقع الضحية لكسب التعاطف الخارجي رغم دورها في شن هجمات ضد المصالح الأمريكية، ودول المنطقة العربية، فضلًا عن دورها الهدام في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وفي السياق ذاته، قال مسؤول أمريكي إن معلومات مخابرات بلاده عن هجوم محتمل تدعمه إيران على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق تشير إلى أنه سيكون هجوما يمكن نفيه، وليس على غرار الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في العراق في يناير الماضي، مضيفا أن المخابرات الأمريكية تتبع خيوطا منذ فترة بشأن هجوم محتمل تشنه إيران أو قوى تدعمها طهران، ولم يكشف المسؤول المعلومات الخاصة بتوقيت الهجوم أو أهدافه على وجه الدقة. وتسعى الولاياتالمتحدة لردع إيران في العراق، وقطع دابر الميليشيات والأحزاب التي تدعمها، فيما تقيم واشنطن علاقات وثيقة مع مسؤولين عراقيين ومكونات رئيسية ترفض خروج القوات الأمريكية من العراق، خشية إحكام طهران سيطرتها على مفاصل الدولة العراقية بالكامل.