تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بعدم حصول إيران على السلاح النووي، مؤكدا أنها مثلت مشكلة منذ وقت طويل، واتهمها بإذكاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط. وقال ترمب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، بثتها امس الأول أن أولى الاجتماعات التي عقدها بعيد وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2017، كانت مع القادة العسكريين في البنتاغون بشأن إيران، وقال " عرض عليّ الجنرالات (خريطة) الشرق الأوسط، وكانت فيها 14 أو 15 موقعا لم يكن فيها سوى الحرب والمشكلات". وتابع :"وكل واحد منها (المواقع المضطربة) كانت بتحريض من إيران. لقد كان الأمر مرتبطا بجيش إيران وأناس تدفع لهم إيران (..) لقد كان الأمر فظيعا للغاية". وهاجم ترمب سلفه، الرئيس السابق، باراك أوباما، بسبب إبرام الاتفاق النووي مع طهران عام 2015، واصفا إياه بالاتفاق ب"المرعب"، مشيرا إلى الأموال الضخمة التي تدفقت على نظام طهران بسبب الاتفاق، ووصلت إلى 150 مليار دولار. وأكد أن الاتفاق كان سيمهد الطريق أمام النظام الإيراني للحصول على أسلحة نووية خلال 5 سنوات من الآن، مجددا التأكيد على صحة قرار الانسحاب من الاتفاق. ورأى أن العقوبات المفروضة على طهران بعد الانسحاب الأميركي تؤتي أكلها، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإيراني أصبح "مدمرا". وردا على سؤال بشأن احتمال الحرب مع إيران، قال الرئيس الأميركي:" ما أريده فقط هو ألا يمتلكوا أسلحة نووية، وألا يكون بوسعهم تهديدنا". واعتبر أنه "شخصيا ضد التورط في الحروب، التي تؤذي الاقتصادات وتزهق أرواح البشر، وهو الأمر الأهم". وكان منسوب التوتر قد ارتفع بين الولاياتالمتحدةوإيران منذ مطلع مايو الجاري، بعدما رصدت واشنطن مؤشرات على نية نظام الملالي استهدف المصالح الأميركية في المنطقة. ودفعت أميركا بقوة عسكرية ضاربة إلى الشرق الأوسط، وتتكون من حاملة الطائرات "أبراهم لينكولن" ومجموعة قاذقات "بي 52" الاستراتيجية. وأرسلت واشنطن رسائل تحذير شديدة اللهجة لطهران، في حال حاولت الاعتداء على مصالحها أو حلفائها، وكان أبرزها تغريدة ترامب التي تعهد فيها بتدمير إيران إذا ما حاولت خوض الحرب. ويستخدم النظام الإيراني وكلاءه أو بالأحرى مليشياته في المنطقة وعلى رأسها حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن لضرب الاستقرار في المنطقة والتدخل في شؤون دول الجوار وتهديد المصالح الأمريكية. وفي تقرير نشرته صحيفة "صنداي تليجراف"، قالت إن المحققين ما زالوا يبحثون في كيفية تعرض 4 سفن لعمل تخريبي قرب المياه الإقليمية الإماراتية، معتبرة أن عملية التخريب الأخيرة تمثل ذروة التوتر بين إيرانوالولاياتالمتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، حيث تهدف طهران لإثارة القلق، ولكن دون الظهور في الصورة. وأصبح المسؤولون الغربيون، بحسب الصحيفة، مقتنعين بشكل متزايد بأنهم يعرفون من يقف وراء ذلك، في إشارة إلى إيران ووكلائها. في غضون ذلك، تقول الولاياتالمتحدة إن لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تخطط لشن ضربات على مصالحها في الشرق الأوسط، لكن المسؤولين يقولون إنه من غير المرجح أن تنفذ طهران هجوما مباشرا على مصالح واشنطن حيث تمتلك الأخيرة أسلحة متفوقة. وأشارت إلى أن إيران ربما تستغل المليشيات الطائفية الموالية لها في العراق، التي يمكنها العمل بالقرب من القوات الأمريكية والمنشآت الدبلوماسية، وربما تطلب منها شن هجمات بمدافع الهاون أو إطلاق النار أو حتى تنفيذ عمليات اختطاف ضد أفراد أمريكيين. وكان مصدر أمني عراقي، قد كشف في وقت سابق عن تورط مليشيا إيران في الهجوم الصاروخي قرب السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة بغداد. وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد إن مليشيات مسلحة تابعة لإيران أطلقت صاروخ كاتيوشا من منطقة معسكر الرشيد جنوببغداد، سقط قرب السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة. في السياق، كشف المحلل في معهد واشنطن، لفيليب سميث، أنه في الأسابيع الأخيرة، قامت إيران بتنشيط مجموعتين في العراق، هما "عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله" لتنفيذ هجمات محتملة في بغداد.