خبير: تصفية قائد «فيلق القدس» أهم من مصرع ابن لادن والبغدادي نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديده بدفع إيران ثمنا باهظا جراء الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، حيث قتل الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس فجر الجمعة في قصف جوي أميركي استهدف موكبهما قرب مطار بغداد الدولي، ما استتبع تهديدات ب»الانتقام» والرد من إيران وقوات الحشد الشعبي، وتحذير عراقي من «حرب مدمرة». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ ترمب أعطى الأمر باغتيال سليماني. وكان سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري، وموفد بلاده الى العراق وسورية ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في هذه الدول. وأعلنت إيران بعد ساعات على الاغتيال تعيين إسماعيل قاآني قائدا جديدا لفيلق القدس. والمهندس هو رسمياً نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي لكنّه يعتبر على نطاق واسع القائد الفعلي للحشد الشعبي وقد أدرجت الولاياتالمتحدة اسمه على قائمتها السوداء. وكشف مسؤول عسكري أميركي عن قيام طائرة مسيرة بتنفيذ «ضربة دقيقة» أسفرت عن مقتل سليماني والمهندس فجر الجمعة، قرب مطار بغداد الدولي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس إن العملية نفذت ب»ضربة دقيقة لطائرة مسيرة استهدفت عجلتين قرب مطار بغداد» وأسفرت عن مقتل سليماني والمهندس فجر الجمعة. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة أن الولاياتالمتحدة «ملتزمة بخفض التصعيد» . وغرّد بومبيو أنه تحدث إلى نظيريه البريطاني دومينيك راب والألماني هايكو ماس، وعضو المكتب السياسي الصيني يانغ جيشي بشأن مقتل سليماني. وكتب في التغريدة «ممتنون لأن حلفاءنا يدركون التهديدات العدوانية المستمرة التي يمثلها فيلق القدسالإيراني» مضيفا أن الولاياتالمتحدة «تبقى ملتزمة بخفض التصعيد». ورأى الخبير الأميركي في المجموعات الشيعية المسلحة فيليب سميث أن الضربة هي «أكبر عملية تصفية عند رأس الهرم تقوم بها الولاياتالمتحدة، وهي أكبر من العمليتين اللتين قتلتا أبا بكر البغدادي وأسامة بن لادن»، زعيمي تنظيمي داعش والقاعدة. وتوعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن «الأمة الإيرانية الكبيرة والدول الحرة الأخرى في المنطقة ستنتقم من أميركا على هذه الجريمة البشعة». واستدعت طهران مسؤول السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في إيران للتنديد ب»إرهاب دولة من جانب أميركا». واعتبر رئيس وزراء العراقي عادل عبدالمهدي أن الضربة الجوية الأميركية تشكل «تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة» في العراق، معتبرا أنها «خرق فاضح لشروط تواجد القوات الأميركية في البلاد». ودعت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة المواطنين الأميركيين إلى مغادرة العراق «فورا» في أعقاب مقتل سليماني. وغرّدت الوزارة على تويتر «بسبب تصاعد التوتر في العراق والمنطقة نحض المواطنين الأميركيين على مغادرة العراق فورا»، مضيفة «بسبب هجمات مجموعة مسلحة مدعومة من إيران على مجمع السفارة الأميركية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية. على المواطنين الأميركيين عدم الاقتراب من السفارة». وأعلن عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية أمس أن عددا من العاملين الذين يحملون الجنسية الأميركية في الحقول النفطية غادروا البلاد. وقال جهاد في بيان صحفي «تنفي وزارة النفط مغادرة موظفين أجانب يعملون في الشركات النفطية جنوبي العراق باستثناء عدد من الموظفين العاملين ممن يحملون الجنسية الأميركية فقط استجابة لطلب حكومتهم». وأضاف «تؤكد الوزارة أن الأوضاع طبيعية في الحقول النفطية في جميع أنحاء العراق ولم تتأثر عمليات الانتاج والتصدير. فيما أمر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر باستئناف نشاطات «جيش المهدي»، أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأميركية في العراق. ودعا القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي قيس الخزعلي الجمعة كل العناصر إلى «الجهوزية» للرد على الضربة الأميركية. في لبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله المدعوم من إيران «القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم». وجاءت الضربة الأميركية بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون لإيران وللحشد الشعبي على السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ما أعاد إلى الأذهان أزمة السفارة الأميركية واحتجاز الرهائن في طهران في 1979. وأوضح الباحث رمزي مارديني من مركز «بيس إنستيتيوت» لوكالة فرانس برس أن «الاستخبارات الأميركية كانت تلاحق قاسم سليماني منذ سنوات، لكنها لم تضغط على الزناد. وهو كان يعرف ذلك، لكنه لم يقدّر الى أي حدّ يمكن لتهديداته بأزمة رهائن أخرى في السفارة أن تغيّر سير الأمور». وقال «غيّر ترمب القواعد عبر القضاء عليه». أمر بالقتل واستهدفت الغارة الأميركية موكب سيارات كان فيه سليماني والمهندس في حرم مطار بغداد، بحسب ما ذكر مسؤولون أمنيون عراقيون، مشيرين الى مقتل تسعة أشخاص. وهناك عقوبات أميركية معلنة في حق كل من سليماني والمهندس، نائب رئيس هيئة قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل عديدة موالية لإيران وتعتبر جزءا من القوات العراقية الرسمية. وقال بيان البنتاغون الجمعة «بأمر من الرئيس، اتخذ الجيش الأميركي إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج، وذلك عبر قتل قاسم سليماني». وروى السفير الإيراني في بغداد كيفية حصول العملية للتلفزيون الرسمي العراقي قائلا إنه في الساعة الواحدة (0,00 ت غ)، تعرضت سيارتان تقلان سليماني والمهندس لهجوم بصواريخ من القوات الأميركية. وقتل كل ركابهما، وهم عشرة أشخاص، وبينهم رفاق وحراس. وتصاعدت في الشهرين الأخيرين الهجمات على قواعد عراقية تضم عسكريين أميركيين أسفرت عن جرح ومقتل عدد من العسكريين العراقيين، وصولا إلى استهداف قاعدة عسكرية في كركوك شمال بغداد بثلاثين صاروخاً في 27 ديسمبر، ما تسبب بمصرع مدني أميركي. وقد ردّت الولاياتالمتحدة في 29 ديسمبر بقصف منشآت قيادة وتحكم تابعة لكتائب حزب الله، أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في الحشد الشعبي، ما تسبب بمصرع 25 مقاتلا. وأثارت هذه الضربات غضبا بين أنصار الحشد وإيران الذين هاجم الآلاف منهم السفارة الأميركية الثلاثاء. ردود فعل وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة زيارته الرسمية لليونان ليعود إلى اسرائيل بعد مصرع قاسم سليماني، كما أفاد مكتبه وكالة فرانس برس. وفور شيوع نبأ مصرع سليماني ارتفع سعر النفط أكثر من 4% بسبب مخاوف الأسواق على موارد الذهب الأسود. يأتي هذا التطور بعد أكثر من ثلاثة أشهر على حركة احتجاجية شعبية في العراق ضد السلطات العراقية والنفوذ الإيراني الواسع في البلاد. وتجمّع عشرات العراقيين الذين يشاركون في التظاهرات صباح الجمعة في ساحة التحرير في وسط بغداد، وهم يغنون ويرقصون بعد انتشار خبر مصرع سليماني. ودعا الرئيس العراقي برهم صالح جميع الأطراف إلى «ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة»، مدينا في الوقت نفسه «العدوان». في موسكو، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن مصرع سليماني «خطوة مغامرة ستفاقم التوترات في أنحاء المنطقة». وأضافت الوزارة «سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني». ودعت بريطانيا «كل الاطراف الى خفض التصعيد»، مع إشارتها في الوقت نفسه الى أنها «لطالما أدركت خطر فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني». كذلك دعت الصين جميع الأطراف إلى ضبط النفس، «وخصوصا الولاياتالمتحدة». وعبرت برلين عن «قلقها الشديد» بعد مصرع سيلماني ودعت إلى «خفض التصعيد». تحذيرات للرعايا حثت فرنسا مواطنيها في إيران أمس على الابتعاد عن التجمعات العامة وناشدت سفارة هولندا في بغداد المواطنين بالمغادرة بعد اغتيال سليماني. وقالت السفارة الفرنسية في طهران على تويتر «أُعلن الحداد ثلاثة أيام بعد مصرع الجنرال سليماني. في هذا السياق نناشد المواطنين الفرنسيين بالابتعاد عن أي تجمعات والتصرف بحكمة وحذر والامتناع عن التقاط صور في الأماكن العامة». وناشدت وزارة الخارجية الهولندية المواطنين بمغادرة بغداد «إذا أمكن ذلك وعلى نحو آمن». وقالت الوزارة في بيان «تصاعد التوتر والعنف في بغداد وحول المطار. لا يمكن التنبؤ بالوضع». صورة مأخوذة من مقطع مصور للعربة التي كانت تقل سليماني