في تصدٍ لابتزاز أردوغان لأوروبا بورقة اللاجئين، بدأ 100 عنصر من الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية (فرونتكس) عمليات مراقبة تستمر لمدة شهرين على الأقل عند الحدود البرية اليونانية التركية في شمال شرق اليونان، وذلك في إطار المساعدة التي طلبتها أثينا لكبح تدفق المهاجرين الآتين من تركيا. وفيما تشهد منطقة " بوتين أردوغان" في شمال غرب سوريا هدوءًا حذرًا وخروقات محدودة للتهدئة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، أن القوات التركية قامت بتحييد 11 من حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في منطقة "متينة" في عمليات مدعومة جوًا، مشيرة إلى أن "العمليات ستستمر دون توقف". وتستخدم السلطات التركية كلمة "تحييد" في البيانات الإعلامية لتشير إلى أن الأشخاص المعنيين قد قُتلوا في الغالب، إلا أنها تستخدم هذا التوصيف على سبيل "الإنسانية" كما يزعم بعض الإعلاميين الأتراك. وداخل تركيا تستمر حملات القمع ، ومن ضحاياه الجدد "باتوهان تشولاك" رئيس تحرير جريدة "يني تشاغ" التركية ، إذ تم إنهاء عمله في الجريدة، بسبب تناوله قضية مقتل الضباط الأتراك في ليبيا، حيث يواصل نظام أردوغان ممارسة قمع واسع على كل من يحاول كشف الأعداد الحقيقية للقتلى الأتراك هناك. يأتي هذا فيما فيما يؤشر إطلاق وزير الاقتصاد التركي السابق علي باباجان حزبه الجديد الديمقراطية والتقدم "ديفا" إلى تهديدات جدية لمشوار أردوغان السياسي، حيث يراه خبراء نقطة تحول في الحياة السياسية التركية، متوقعين إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة تحد من هيمنة أردوغان وحزبه على المشهد، خاصة والحزب الجديد يهدف إلى معالجة أكبر المشاكل التي تواجه تركيا، بما في ذلك النظام الرئاسي والدستور والحريات الإعلامية والنظام القضائي والأزمة الكردية والاقتصاد والسياسة الخارجية. وفي هذا الصدد قال محمد حامد، المتخصص في الشأن التركي إن إنشاء هذا الحزب خطوة لإثراء الحياة السياسية التركية وقد تؤدي لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة قبل عام 2023. وأضاف أن أردوغان يخشي من ظهور أربكان جديد يرث حكمه كما فعل هو، وهذا يسبب ضغوطًا هائلة على الرئيس التركي، الذي يخشى خسارته وحزبه الحاكم في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وأوضح أن الورقة الاقتصادية وإصلاحاتها هي المحرك الأساسي لحزب باباجان الجديد، فوزير الاقتصاد التركي السابق هو قائد ثورة الاقتصاد التركي السابقة، كما أن حزبه الجديد سيعمل على اصلاح ما أفسده حزب العدالة والتنمية بشأن التقرب لأوروبا واصلاح العلاقات مع الجيران والتوقف عن إرسال القوات التركية للخارج. وأكد حامد أن اخر إحصائية أوضحت أن الحزب الحاكم سيحصل على 35 إلى 40 % لو أجريت الانتخابات الآن، بمعني أنه فقد الأغلبية بسبب ظهور أحزاب سياسية جديدة، كحزب باباجان أو حزب أحمد داود أوغلو. وقال سامح الجارحي المتخصص في الشأن التركي إن ظهور هذا الحزب جعل هناك تعددية حزبية وزيادة في الأحزاب المعارضة بتركيا، مما يهدد الحزب الحاكم في البلاد. وأضاف أن هذا الحزب سيكون بمثابة التهديد الواضح والظاهر لأردوغان وحزبه الحاكم، فباباجان والذي انفصل عن حزب العدالة والتنمية للعمل على تكوين هذا الحزب له شعبية كبيرة بصفته رجل الاقتصاد الأول في تركيا سابقًا. وأشار الجارحي إلى أن الحزب الجديد سيكون له دور واضح خاصة في ظل انخفاض شعبية الحزب الحاكم، وهو الأمر الذي يجعلنا ننتظر انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، ولما لا يكون علي باباجان رئيسًا جديدًا لتركيا.